ماذا سيدرس؟
قال: «دراما» ماطا شفتيه بأسلوب ساخر.
وتحدث أيضا عن وظيفته الحالية بأسلوب لا يقل استخفافا.
قال: «إنه مكان موحش؛ ربما تكونون قد سمعتم عن غانية قتلت هناك الشتاء الماضي. كذلك فإنه يعج بالبؤساء المعتادين الذين يلتحقون بالدراسة فيه ليفرطوا في تعاطي المخدرات أو يقتلوا أنفسهم.»
لم يجد الناس أي فائدة مما يقول ولذا انصرفوا عنه، فيما عدا بولين.
قال لها: «إنني أفكر في إنتاج مسرحية، هل تحبين أن تشاركي في تمثيلها؟» وسألها عما إذا كانت قد سمعت عن مسرحية تسمى «يوريديس».
ردت عليه بولين: «تعني المسرحية التي ألفها أنويه؟» الأمر الذي أثار دهشته دون تملق أو مجاملة. وعلى الفور قال إنه لا يعرف إذا كانت هذه المسرحية ستنجح، مستطردا: «كل ما هنالك أنني رأيت أنه من الشائق أن أفعل شيئا مختلفا هنا في بلاد نويل كوارد.»
لم تتذكر بولين متى عرضت مسرحية لنويل كوارد في فيكتوريا، لكنها افترضت أن هذا قد حدث عدة مرات، وقالت: «الشتاء الماضي شاهدنا مسرحية «دوقة مالفي» حين عرضت في الجامعة. كما عرضت على المسرح الصغير مسرحية «رنين مدو» لكننا لم نحضر عرضها.»
قال وقد تورد وجهه: «نعم، حسنا.» ظنت بولين أنه يكبرها سنا، على الأقل في سن براين (الذي كان في الثلاثين من عمره، مع أن الناس يقولون له كثيرا إنه لا يتصرف بما يتناسب مع سنه)، لكنه ما إن بدأ يكلمها بأسلوبه المرتجل المستخف متحاشيا النظر إلى عينيها، حتى شكت أنه أصغر مما يبدو عليه. أما الآن، بعد أن تخضب وجهه بهذه الحمرة، فقد صارت متيقنة من هذا.
اتضح بعدها أنه يصغرها بعام واحد؛ فقد كان في الخامسة والعشرين من عمره.
Unknown page