غاضبا دائما كأحد آلهة الإغريق الأسطورية.
متمردا على كل شيء، كافرا بكل شيء.
المرات التي التقيته فيها كانت كافية لأعرف أنك، يا سيدتي، كنت أحد الفصول المهمة في حياته، لا أراني مبالغا إن قلت إنك كنت الفصل الأهم في حياته التعسة.
القشة التي قصمت ظهر البعير، إن صح التعبير.
أرى الحيرة والتساؤل في عينيك. لقد دعوتك لزيارتي في عيادتي المتواضعة بعد معاودتك الاتصال بي، دون أن أعرفك بنفسي أو سبب زيارتي، وهذا مما لا بد منه ما دمنا سنمضي في التفاصيل القادمة معا.
لم أعتقد أن «هادية» ستحتفظ برقمي وتسلمك إياه فعلا، ظننتها سترميه في أقرب سلة قمامة، أو تنسى كل شيء عني. أشكرها لهذا وأرجو أن توصلي لها اعتذاري لكذبي عليها بخصوص هويتي.
أعتقد أن اللافتة التي رأيتها في باب المكتب، والتي تقول: د. جمال عبد الرحمن - الطبيب والمعالج النفسي، تختصر الكثير. لكنها لن تقول لك ما أنا بصدد إخبارك به الآن.
إن لم تخني الذاكرة؛ فقد حدثت كل هذه الأحداث التي سأحكيها لك الآن في الفترة التي كان «عمار» يتردد فيها على عيادتي ما بين شتاء عام 2012م وخريف عام 2013م. أما الأحداث نفسها فقد ابتدأت قبل هذا بكثير. بعض التفاصيل عرفتها لاحقا من أصدقائه الذين التقيتهم، وبعض التفاصيل لم أعرفها حقا وما زالت غامضة بالنسبة لي، لكني حاولت ملء الفجوات المتناثرة هنا وهناك باستنتاجاتي الخاصة.
هل حصلت على انتباهك كاملا يا سيدتي؟
حسنا، أعتقد أن القصة بدأت كالتالي.
Unknown page