116

Hayati Caziza

حياتي العزيزة

Genres

أصابه ذلك بالانزعاج؛ فلم تكن العربة الصغيرة في الحظيرة ولا الحصان في الحقل يمثلان شيئا عند المقارنة بتلك العربة.

كان لا يزال واقفا ينظر هنا وهناك حينما سمعها تناديه قائلة: «لقد انتهيت.» كانت تقف بجوار المنزل.

قالت عن الباب الخلفي: «من هنا تستطيع أن تلج وتخرج؛ فالباب الأمامي عالق منذ الشتاء الماضي، ونعجز عن فتحه. يمكن أن يعتقد المرء أنه لا يزال متجمدا.»

سارا فوق بعض الألواح الخشبية الموضوعة فوق أرضية متسخة غير مستوية، وفي عتمة تسببت فيها الألواح الخشبية التي تغطي النافذة. كان المكان باردا هناك مثله مثل الحفرة التي كان ينام فيها؛ فقد كان يستيقظ مرات ومرات وهو يحاول أن يجعل نفسه في موضع يستشعر معه بعض الدفء. لم تكن المرأة ترتجف هناك؛ بل كانت تنبعث منها رائحة النشاط الذي ينم عن الصحة وما يشبه رائحة جلد البقرة.

صبت اللبن الطازج في وعاء خزفي وغطت الوعاء بقطعة من القماش الجبني كانت تحتفظ بها بجانبه، ثم قادته نحو الجزء الرئيسي من المنزل. لم تكن هناك ستائر فوق النوافذ، ولذا كان الضوء يتسلل منها، وكانت المدفأة التي تعمل بالحطب أيضا مشتعلة. كان هناك حوض بمضخة يدوية، ومنضدة مغطاة بغطاء من المشمع كانت بعض جوانبه بالية وممزقة، وأريكة عليها لحاف قديم مرقع.

وكانت هناك أيضا وسادة برز منها بعض بطانتها.

إلى الآن لا يبدو الأمر سيئا، بالرغم من أن كل شيء كان قديما وباليا. هناك فائدة لكل شيء يمكن أن تقع عليه عيناك، ولكن عندما ترفع عينيك لأعلى سترى فوق الأرفف أكواما متراكمة من المجلات أو الصحف، أو ربما مجرد نوع ما من الأوراق التي تكاد تصل إلى السقف.

كان عليه أن يسألها إن كانت لا تخشي النيران؛ نيران الموقد الذي يعمل بالحطب، على سبيل المثال. «أوه، إنني أتواجد هنا دوما؛ أعني أنني أنام هنا. ليس هناك مكان آخر يمكن أن أحتفظ فيه بهذه الأوراق، ولكني أتخذ حذري؛ إنني حتى لا أمتلك مدخنة. لقد حدث مرتين أن ازداد لهيب النيران مما جعلني ألقي بعضا من مسحوق الخبيز عليها، وهذا أمره هين.»

وأضافت: «كان ينبغي أن تتواجد أمي هنا على أية حال. لم يكن ثمة مكان آخر يمكن أن تشعر بالراحة فيه غير هذا المكان، وقد كنت أضع فراشها هنا. أنا أراقب كل شيء هنا. ولقد فكرت بالفعل أن أنقل كل الأوراق إلى الغرفة الأمامية لكنها شديدة الرطوبة وستتلف جميعها.»

ثم ذكرت أن عليها أن توضح الأمور، فقالت: «إن أمي متوفاة. لقد توفيت في شهر مايو عندما تحسنت حالة الطقس. لقد كانت على قيد الحياة عندما انتهت الحرب وسمعت هذا الخبر في الراديو. لقد كانت تعي ذلك جيدا. صحيح أنها فقدت القدرة على الكلام منذ فترة طويلة، لكن كان بمقدورها أن تعي ما يجري حولها. لقد اعتدت على عدم حديثها لدرجة أنه يخيل إلي في بعض الأوقات أنها موجودة هنا، لكنها بالطبع ليست كذلك.»

Unknown page