270

Al-Hawāmil waʾl-shawāmil

الهوامل والشوامل

Editor

سيد كسروي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Publisher Location

بيروت / لبنان

مَسْأَلَة
حضر أَبُو بشر مَتى صَاحب شرح الْمنطق مَجْلِسا، فَقَالَ لَهُ أَبُو هَاشم الْمُتَكَلّم عائبًا للمنطق: هَل الْمنطق إِلَّا فِي وزن مفعل من النُّطْق فَحَدثني: أأنصف أَبُو هَاشم وحز الْحق أم تشيع وَقَالَ مَا لَا يجوز ان يسمع مِنْهُ هَذَا مَعَ مَحَله وَشدَّة توقيه فِي مقَالَته فَإِن الْبَيَان عَن هَذَا الْقدر يَأْتِي على كنائن الْعلم ويوضح طرق الْحِكْمَة. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه ﵀: أما من طَرِيق الْوَزْن فقد صدق فِيهِ أَبُو هَاشم وَأما من طَرِيق الازدراء وَالْعَيْب - إِن كَانَ قصد ذَلِك - فقد ظلم لِأَنَّهُ لَا عيب على الْعلم إِلَّا من جِهَة خطأ المخطىء فِيهِ لَا من جِهَة اسْمه. وَلَو كايله أَبُو بشر مكايلة فَقَالَ لَهُ: وَهل الْمُتَكَلّم إِلَّا فِي وزن متفعل من الْكَلَام وتصفح سَائِر الْعُلُوم فَقَالَ فِيهَا مثل هَذَا وَقَالَ هَل التفقه إِلَّا نَفْعل من قَوْلك فقهت الشَّيْء وَهل النَّحْو إِلَّا مصدر قَوْلك نحوت الشي أى قصدته - لَكَانَ هَذَا مستمرًا وَمَا أَكثر مَا يُسمى من الْعلم لما لَا يسْتَحقّهُ رتبته وَمَا أَكثر مَا يُسمى بِمَا يحط من رتبته فَلَا ذَاك ينفع فِي ذَلِك الْعلم وَلَا هَذَا يضر فِي هَذَا الْعلم. وَقد عرفت قوما سموا أنفسهم المدركين وَسموا

1 / 301