فصل
بدع الحج
ومما اتبع في الحج أمور، منها: افتتان العوام بجبل عرفات، جعلوه أصلًا في الوقوف، يحرصون عليه دون بقاعها، ذلك خطأ. وإنما الأفضل الوقوف في موقف رسول الله (عند الصخرات عن يسار الجبل.
ومنها: إيقاد النيران عليه ليلة عرفة واهتمامهم بذلك باسطحابهم الشموع معهم من بلادهم واختلاط الرجال بالنساء في ذلك المكان صعودًا وهبوطًا بالشموع المشعلة. وهذه ضلالة، شابهوا فيها أهل الشرك في مثل ذلك الموقف الجليل. وإنما أحدثوا ذلك حين انقرض أكابر العلماء، حين تركوا سنة رسول الله (.
ومن ذلك حضورهم بعرفات قبل دخول وقت الوقوف، وإنما السنة السير في اليوم الثامن من مكة إلى منى والمبيت بها إلى يوم عرفة.
ومن البدع أيضًا: أكل العوام التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر، وطوافهم بالقبر الشريف، ولا يحل ذلك. وكذلك إلصاقهم بطونهم وظهورهم بجدار القبر، وتقبيلهم إياه بالصندوق الذي عند رأس النبي (، ومسحه باليد. وكل ذلك منهي عنه.