Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
ورأى أدباء بغداد وشعراؤها في ابن المعتز، زميلا شاعرا أديبا، فطافوا به، ومشوا في ركابه، واحتضنوا دعوته.
كما رأى الحنابلة المتعصبون المتزمتون في ابن المعتز، متنفسا لحقدهم على الخليفة، الطفل العابث، فأسرعوا إلى ابن المعتز يحيطونه بهالة من قداسة الدين وبريقه.
وأخذ بعض تلاميذ الحلاج من الوزراء والقواد ينضمون إلى ابن المعتز سرا، لقد رأوا في حركته سبيلا قد يحقق لأستاذهم ما يدعو إليه، ويبشر به، وكان أكبر هؤلاء التلاميذ الأمير الحسين بن حمدان الذي تولى القيادة العسكرية للثورة.
ويرى ماسنيون: أن الحلاج كان الزعيم الروحي لحركة ابن المعتز، والقائد الحقيقي لثورته.
يقول ماسنيون: «وأدار الحلاج دعوته من وراء الحجب وفي سنة (296ه / 908م) انفجرت المؤامرة الإصلاحية، وقامت خلافة تحت رعاية الحلاج، تولاها ابن المعتز، ولكنها استمرت يوما واحدا ثم فشلت؛ لأنها لم تستطع الحصول على الأموال من الممولين اليهود في القصر، وقد كانوا متواطئين مع عمال الخراج الشيعة.
فأعيدت الخلافة إلى المقتدر، بمساعدة الشرطة، وابن الفرات، الذي تولى الوزارة وكان أول أمر أصدره هو القبض على الحلاج وأتباعه.
ونجا الحلاج من القبض، واختفى لدى الحنابلة، ببلدة - سوس - من الأهواز.
وبعد ثلاث سنوات من اختفائه، وبخيانة عامل مدينة واسط - حامد - قبض على الحلاج وجيء به إلى بغداد، حيث ابتدأت قضيته العالمية.»
ولكن الحلاج نجا مما أعد له، لقد كانت له مكانة شعبية تحميه وتعصمه من غضب الخليفة، وكان له أنصاره الأقوياء من الأمراء والوزراء ومن كبار رجال القصر.
أنصار استطاعوا أن ينتزعوا من الخليفة المقتدر، أمرا بالعفو عن الحلاج، وأن يكتفي بتحديد إقامته بدار حاجب الخليفة نصر القشوري تلميذ الحلاج المخلص.
Unknown page