فقالت بثينة: «إذا كنت أنت كذلك فكيف أنا، ولكننا معشر النساء مقضي علينا بالتعب والشقاء، فلا تقدر إحدانا على بث شكواها إلى أحد لئلا ينثلم عرضها. وأما أنتم معشر الرجال فلكم الحرية كلها، وأنت تزعم أنك تحبني حبا لا تدري مقداره، فهل يهجر محب حبيبه وقد أحبه إلى هذا الحد؟ فوالله ما أعلم ما تسمعه عني أو تقوله في أثناء غيابي الطويل، ولا أدري موقع بثينة ممن يقع بصرك عليهن؟» قالت ذلك بنغم الدلال فازداد جميل هياما وقال لها:
إني لأحفظ غيبكم ويسرني
إذ تذكرين بصالح أن تذكري
ويكون يوم لا أرى لك مرسلا
أو نلتقي فيه، علي كأشهر
يا ليتني ألقى المنية بغتة
إن كان يوم لقائكم لم يقدر
لا تحسبي أني هجرتك طائعا
حدث لعمرك رائع أن تهجري
يهواك ما عشت الفؤاد فإن أمت
Unknown page