8
الشمس والقمر أقرب من أن تفتن النساء ذلك الذي رأى بنور بصيرته خطيئات العوالم الثلاثة.»
هنالك أرى كبير العفاريت، كما صنع الشيطان مع المسيح، بدهة المستقبل ممالك الدنيا ومجدها واعدا إياه بالنجاح والنصر والسلطان إذا ما عدل عن طلب الحكمة.
قال العفريت: «أنا رب الشهوة في العالم كله، وأنا المسير والمذل للآلهة وجمع الأرباب والإنسان والحيوان، فقم أيها الذي يقيم بملكي وسمع صوتك.»
فقال شا كيه موني: «إذا كنت رب الشهوة فلست رب عالم المرئيات، انظر إلي ترني صاحب الشريعة، وإذا كنت رب الشهوة فلا تسلك سبيل الضلال، سأنال النهى وأنفك راغم وأنت ناظر.»
شكل 3-5: جتور. برج النصر «القرن الخامس عشر»، «ارتفاعه نحو 36 مترا.»
كف جيش العفاريت المرهوب عن الكفاح مغاضبا متواريا في الظلام، فبذلك تم النصر لشا كيه موني، فبرد وابل من الزهور جبينه فسمع صوتا من السماء يقول له: تمنح الآلهة تيجانا من اللآلئ وتعطي رايات وأعلاما وتمطر أزهارا وتنشر من الصندل ذرا وتقول على أنغام الموسيقى: أيها البطل! غلبت كتائب العدو بعد أن أحاطت بشجرتك.
أيها البطل! اليوم تنال، على أحسن أريكة، النهى الخالي من شائبة الشهوة، واليوم تظفر بملك بدهة بعد أن قهرت برفق حزب الشيطان.
وأريد بالشجرة المذكورة آنفا تلك التي كان يلجأ إليه شا كيه موني في أثناء عزلته، وكانت تلك الشجرة مغروسة في المكان الذي يعرف اليوم ببدهة غيا والواقع أمام المعبد الذي نشرنا صورته في هذا الكتاب، ولا يزال القوم يقدسون ذلك المكان كما يقدس اليوم زيتون جثسيماني الذي سال تحته عرق المسيح الدامي، أجل، تحولت تلك الأغصان، التي كانت تقي بدهة حين تأمله، إلى غبار منذ زمن طويل، ولكن تقوى المؤمنين حلت، على الدوام، محل تلك الشجرة وقتما هلكت.
جاوز ذلك الحكيم تلك المحنة صاحبا للنهى الأسمى فانتهى إلى حل ما كان يساوره من المعضلات الهائلة، جاء في «لليتا وشتار»:
Unknown page