Ghandi Sira Dhatiyya
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
Genres
الاستعداد للرحيل إلى جنوب أفريقيا
بالطبع كان ذهابي إلى الضابط أمرا غير لائق، لكنه تلقى كلامي بنفاد صبر وغطرسة تجاوزت خطئي، فمهما كان خطئي فلا يستدعي طردي، فأنا لم آخذ من وقته ما يزيد على الخمس دقائق، ولكنه في هذه المدة الوجيزة لم يستطع أن يتحمل كلامي، وقد كان يمكنه أن يطلب مني الانصراف بلطف، لكن نفوذه جعله جامحا. وعلمت بعد ذلك أن هذا الضابط لا يتسم بشيمة الصبر، وكان كثيرا ما يهين زائريه، لقد كان يثور غضبا من أقل شيء.
وكان معظم عملي بطبيعة الحال في المحكمة التي يشرف عليها، ولم أستطع أن أصلح الأمر بيني وبينه أو أرغب في تملقه، ونظرا لتهديدي بمقاضاته، كان يجب ألا أظل صامتا.
في غضون ذلك، تعلمت شيئا عن الحياة السياسية في البلاد: تتمتع كاثياوار بمجموعة غنية من السياسيين نتيجة أنها تتكون من مجموعة من الولايات الصغيرة، وكانت المؤامرات التي تحاك بين هذه الولايات والمؤامرات التي يقوم بها الضباط من أجل توسيع نطاق سلطتهم جزءا من الحياة اليومية، وكان الأمراء ينساقون لآراء الآخرين، ومستعدين للأخذ بآراء أي متملق، حتى إن حارس المعتمد السياسي كان يجب تملقه. وكان نفوذ مسئول الحسابات يفوق رئيسه بكثير، فقد كان هو عينه التي يرى بها وأذنه التي يسمع بها وكان أيضا مترجمه، كانت رغبات مسئول الحسابات بمنزلة قانون، وكان يشاع أن دخله يتعدى دخل المعتمد السياسي، ربما يكون هذا القول مبالغا فيه، لكنه بلا شك كان يحيا حياة تستلزم راتبا أكثر مما يتقاضاه، وبدا لي هذا المناخ مسمما، ولم أعلم كيف أتجنب التعرض للضرر.
كنت أشعر بإحباط تام، وقد لاحظ أخي ذلك بوضوح، وقد كنا نؤمن بأن حصولي على وظيفة أخرى سيخلصني من مناخ المؤامرات هذا، ولكن دون الخوض في هذه المؤامرات كان يستحيل أن أطمح في منصب وزاري أو قضائي، وظلت مشكلتي مع المعتمد السياسي تحول دون ممارستي للمحاماة.
كانت بورباندار وقتها لا تزال تحت الإدارة الحكومية، وكلفت ببعض المهام هناك تتمثل في الحصول على المزيد من الصلاحيات لصالح الأمير، وكان علي أن أقابل المسئول عن الإدارة لمناقشة مسائل تتعلق بالإيجار الباهظ المفروض على أراضي سكان المير.
1
لقد فاق غرور ذلك المسئول - مع أنه هندي - غرور المعتمد السياسي. لقد كان يمتلك السلطة والمقدرة، ولكن هذا لم يجعل المزارعين أفضل حالا، ونجحت في الحصول على بعض الصلاحيات للأمير، لكنني لم أستطع التخفيف من معاناة سكان المير، وقد صدمني حقا التهاون الذي عوملت به قضيتهم.
وقد أدى عدم حصول موكلي على حقوقهم إلى إحساسي بخيبة أمل نسبية حتى في هذه المهمة، لكنني وقفت عاجزا عن فعل أي شيء، وكان جل ما يمكنني القيام به هو التقدم بالتماس إلى المعتمد السياسي أو الحاكم والذي كان سيرفض الالتماس قائلا: «ليس لنا حق في التدخل.» لو كانت هناك أي قاعدة تحكم مثل هذه القرارات لاستطعت مساعدتهم، لكن إرادة المستعمر هنا كانت هي القانون، وجعلني هذا كله أستشيط غضبا.
في غضون ذلك، أرسلت شركة تابعة لطائفة الميمان
Unknown page