انتقام يزيد بن معاوية
لما فرغ عبيد الله من كلامه قال له يزيد: إلي الآن بأبي الحكم الطبيب.
فخرج عبيد الله إلى غرفته، وكان شمر في انتظاره هناك، فلما رآه قال : ماذا فعل الخليفة؟
قال: لقد كشف المكيدة وتحقق قولنا. أتعرف منزل أبي الحكم الطبيب النصراني؟
قال: أعرفه، إنه بالقرب من هذا القصر.
قال: سر إليه وأبلغه أن أمير المؤمنين يدعوه إليه الساعة.
فسار شمر، وعاد ابن زياد إلى يزيد فرآه جالسا وقد أخذ الغضب منه مأخذا عظيما، فجعل يهون عليه ويهنئه بالسلامة قائلا: نحمد الله على أن لطف بمولانا وكشف لنا نيات أعدائنا، فلا تطلع شمس غدا إلا وقد قتل هذان الخائنان وارتاحت البلاد من شرهما، وما ذلك إلا لأن الله مؤيد سلطاننا رغم أهل العناد.
فانشرح صدر يزيد وقال: بورك فيك يا عبيد الله وبورك في شمر، إنه والله ذو فضل علينا، وسنوليه عملا ينتفع به إن شاء الله.
وبعد قليل سمعا وقع أقدام، فأدركا أن الطبيب قادم، ثم دخل شمر وهو يقول: إن الطبيب بالباب، فأمر يزيد بدخوله.
وكان أبو الحكم شيخا تدلت على صدره لحية بيضاء وبان الهرم على وجهه من تجعد بشرته، وقد تزمل بردائه على عجل ووضع القلنسوة على رأسه كيفما اتفق، فحيا الخليفة ووقف بين يديه، فابتدره هذا قائلا: اجلس يا أبا الحكم، فلما جلس قال له: أتدري لماذا دعوناك؟
Unknown page