قلت: «ما الذي تتحدث عنه؟ من فضلك لقد قضيت الليل كله وسط المياه أصارع الرياح العاتية. لا بد أنك خلطت بيني وبين شخص آخر.»
أجاب على نحو فظ: «سنتحقق من هذا! لا بد أن تقابل السيد كيروين القاضي. يمكنك أن تخبره بقصتك.»
قلت: «ولم أقابل قاضيا؟ أنا لم أقترف أي خطأ!»
قال: «كما قلت لك، أخبره بهذا! وجد أحدهم قتيلا الليلة المنصرمة. وأنت الشخص الوحيد الذي رأيناه يأتي إلى المدينة.»
قلت: «حسنا، إذن يسعدني أن ألتقي قاضيكم. أنا بريء تماما!»
تبعت الرجال في طريقهم نحو المدينة بعيدا عن قاربي. وكان مكتب القاضي في بناية جميلة بوسط القرية. ولم نستغرق وقتا طويلا في الوصول إلى هناك، لكن السير كان شاقا، إذ كنت أشعر بالجوع الشديد وكان حلقي جافا. وقد أعيتني الليلة الطويلة التي قضيتها في المياه، فأردت أن أستلقي وأخلد إلى النوم. لكن جمع الناس الثائرة من حولي جعلني أقرر أنه من الأفضل أن أظل رابط الجأش وأواصل.
كان السيد كيروين رجلا كريما يتحلى بالفضائل الطيبة. دعا القاضي الجمع المحتشد في القاعة لالتزام النظام قبل أن يسأل: «من الذي أحضر هذا الرجل للمثول أمامي؟ ما الذي فعله؟»
أجاب الرجل الفظ الذي أحضرني إلى هناك: «أنا يا سيدي، نحن نظن أنه هو من فعلها.»
طلب القاضي منه أن يفسر الأمر. قال الرجل إنه خرج ليصطاد البارحة بصحبة شقيقه وابنه، وفي طريق عودته من قاربه تعثر في شيء ما، وعندما انحنى لينظر ما هذا الشيء وجد شابا مستلقيا على الشاطئ، وقد حاول أن يوقظه لكنه كان ميتا.
تكلم شقيق الرجل بعده وشهد أنه رأى رجلا في قارب في وقت مبكر من النهار، وأقسم للقاضي أنه نفس القارب الذي أبحرت أنا فيه نحو الشاطئ. وبعدها أخبرت امرأة القاضي أنها رأت هذا الرجل يدفع قاربه نحو البحر بالتحديد عند البقعة التي عثروا فيها على الشاب المسكين. وقال كثيرون آخرون إنه لا بد أن الرياح قد أعادتني إلى الشاطئ فيما حاولت أن أهرب.
Unknown page