172

والجواب في ذلك عندنا والقول فيه لدينا ما قال ذو العزة والسلطان والرأفة والامتنان لا يتعدا قوله ولا نجوز أبدا حكمه إنا إذا لمن الآثمين، وقولنا فيه أنه محدث كما قال الله عز وجل: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}[الأنبياء:2] لم يكن ثم كان كما قال ذو القدرة والبرهان في قوله: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}[هود:1] فيقول إنه مفصل ويقول الله منزل كما قال سبحانه: {وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين}[الشعراء:192،193]، ويقول إنه مجعول كما قال عز وجل: {حم(1)والكتاب المبين(2)إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}[الزخرف:1-3]، والله سبحانه المنزل له والجاعل له وهو خلقه تبارك وتعالى، فهذا قولنا [657] وما عليه اعتقادنا(1) لا نغلوا في مذهبنا ولا نقول بغير الحق في خالقنا، فإلى الله نرغب ومنه وإياه نسأل التوفيق والتسديد والعون والتأييد إنه ولي النعمة والإحسان والطول والامتنان.

فأما ما قال به ممن احتج على من قال أنه مخلوق بأن الله عز وجل لم يذكر خلقه كما ذكر خلق السماوات والأرض وخلق الناس، فليس هذه بحجة ولا فيها لقائلها إفادة لو عارضه معارض فقال: إن الليل والنهار ليسا بمخلوقين؛ لأن الله سبحانه يقول: {هو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر}[الفرقان:62] ولم يقل خلقنا الليل والنهار فيجب أن يقول: إن الليل والنهار غير مخلوقين؛ إذ لم يذكرهما الله سبحانه بخلق، وقال {جعل} كما قال: {جعلناه قرآنا عربيا}.

Page 175