176

Fayd Khatir

فيض الخاطر (الجزء الأول)

Genres

إلى عهد الأستاذ محمد عبد الوهاب إذ يقول: «بالله يا ليل تجينا، وتسبل ستايرك علينا»

شكوا طوله وتفننوا في ذلك ما شاءوا، فتخيلوا أن نجومه شدت بالحبال، وربطت في الجبال، أو أن النهار ضل طريقه فظل الليل لا يبرح ولا يتزحزح، أو أن النجوم حارت لا تدري أتتيامن أم تتياسر فوقفت فوقف الليل بجانبها. وشكوا قصره فأبدعوا في ذلك أيما إبداع، فشبهوه بعارض البرق، وأنكروا من قصره وجوده.

كان هؤلاء الذين يشكون طوله ويشكون قصره يتحدثون بعواطفهم، ويترجمون عن مشاعرهم؛ فجاء قوم على أثرهم يتحدثون بعقولهم، فيقول الفرزدق:

يقولون طال الليل والليل لم يطل

ولكن من يبكي من الشوق يسهر

ويقول ابن بسام:

لا أظلم الليل ولا أدعي

أن النجوم الليل ليست تغور

ليلي كما شاءت فإن لم تجد

طال، وإن جادت فليلي قصير •••

Unknown page