Fawaid Dhahabiyya
الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ 2
Genres
الحر عبد ما طمع
الإمام المحدث الزاهد، شيخ الإسلام، أبو الحسن، بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد الواسطي، ومن يضرب بعبادته المثل (14/ 488).
قال الحسين بن أحمد الرازي: سمعت أبا علي الروذباري يقول: كان سبب دخولي مصر حكاية بنان الحمال، وذلك أنه أمر ابن طولون بالمعروف فأمر به أن يلقى بين يدي سبع، فجعل السبع يشمه ولا يضره، فلما أخرج من بين يدي السبع قيل له: ما الذي كان في قلبك حيث شمك؟
قال: كنت أتفكر في سؤر السباع ولعابها.
قال الزبير بن عبد الواحد: سمعت بنانا يقول: الحر عبد ما طمع والعبد حر ما قنع.
ومن كلام بنان: متى يفلح من يسره ما يضره.
* * *
هل أنت من هؤلاء الأربعة
الإمام الكبير الزاهد، العلامة، شيخ الإسلام، أبو عبد الله محمد بن الفضل البلخي، الواعظ (14/ 523).
وهو القائل: ذهاب الإسلام من أربعة: لا يعملون بما يعلمون، ويعملون بما لا يعلمون، ولا يتعلمون ما لا يعلمون، ويمنعون الناس من العلم.
قلت: هذه نعوت رؤوس العرب والترك، وخلق من جهلة العامة فلو عملوا بيسير ما عرفوا لأفلحوا, ولو وقفوا عن العمل بالبدع لوفقوا، ولو فتشوا عن دينهم وسألوا أهل الذكر لا أهل الحيل والمكر لسعدوا, بل يعرضون عن التعلم تيها وكسلا فواحدة من هذه الخلال مردية فكيف بها إذا اجتمعت؟
Page 115