والتفت إلى القائد جوهر وقال: «إني لم أشاهد الحسين في هذا الصباح أين هو؟»
قال: «قد ذهب في مهمة مستعجلة هي من قبيل ما نحن فيه.»
قال: «إلى أين؟»
قال: «أنفذته إلى الجهة التي قالت لمياء إنها شاهدت ذلك الخائن فيها.
وذكرت هناك قافلة أو معسكرا فأمرت الحسين أن يذهب بكوكبة من الفرسان لعله يدرك القوم قبل رحيلهم فيأتينا بذلك الغادر ويكفينا مئونة البحث عنه.»
فقال المعز «بارك الله في همتك وتيقظك.» والتفت إلى أم الأمراء وابتسم وهو يقول: «كيف نلام على تقديم هذا القائد وهو لا يغفل عن مصلحتنا.»
الفصل الثاني والأربعون
الحسين
أما لمياء فأطرقت وبان الارتباك في وجهها فلحظ الخليفة فيها ذلك، فقال: «ما بالك ساكتة يا لمياء؟ هل شق عليك ذهاب الحسين ... ولماذا؟»
قالت: «كيف يشق علي ذهابه في خدمة هذه الدولة وصيانة أمير المؤمنين؛ إن أرواحنا فداه.»
Unknown page