35

Fatat Ghassan

فتاة غسان

Genres

أو روضة رصعتها السحب بالبرد

خافت على يدها من نبل مقلتها

فألبست زندها درعا من الزرد

فاتكأت إلى وسادة من ريش النعام أهدتها إياها إمرأة والي دمشق وألقت رأسها على كفها إلتماسا للراحة وقد ضايقها الجلوس معتدلة بين الرجال طول ذلك النهار فلبثت صامتة لا تتكلم وأفكارها تائهة فتذكرت القصبة التي سلمها إليها حماد عند سبقه الأخير وكيف أنها مبرية مع ما لحظت على وجه ثعلبة من دلائل السوء والحقد فارتابت في أمره وودت السؤال عن سبب ذلك فمنعها حماد كما تقدم.

ثم ابتدأت والدتها بالحديث قائلة: «لماذا لم تنزلي اليوم للسباق يا هند.»

قالت: «لم أر مسوغا لأن الفرسان كانوا كثيرين وطال الجدال بين المتسابقين حتى غابت الشمس فلم يبق وقت لركوبي.»

قالت: «وما الذي دعا إلى هذا الجدال.»

قالت: «بعد أن تم السباق أراد ثعلبة مسابقة السابق فعاد فشلا فزادنا خجلا.»

فتبسمت سعدى تبسما خفيا وقالت: «رأيت الفرسان عديدين فمن نال قصب السبق منهم.» قالت وقد أبرقت أسرتها رغما عنها: «ناله شاب غريب اسمه حماد لا يعرف أحد حسبه فشق ذلك على والدي وابن عمي إذ لا يليق أن يكون السباق في حمانا ويفوز بقصب السبق غريب.»

قالت: «ومن هما الفارسان اللذان تسابقا آخر النهار .»

Unknown page