فقال حماد: «إلا ترى أن نسير جميعا مع خالد».
قال سلمان: «لا أرى حاجة إلى ذلك بعد أن أوعز إليك جبلة بالإقامة هنا ريثما يبعث إليكم فلعله أن يفعل ذلك وأنتم بعيدون عنها فتفوت الفرصة وأما إذا سرت أنا وبقيتما أنتما هنا فنكون قد أمسكنا الحبل من الطرفين».
أما عبد الله فظل صامتا وحماد ينظر إليه فأدرك أنه غير راض عن كلام حماد.
فقال: «ما رأيك يا والداه».
فقال عبد الله: «الرأي رأيك يا سيدي ولكنني أرى جبلة وأهل منزله لا يهمهم شيء من أمرنا أقمنا في بصرى أم رحلنا عنها يدلك على ذلك سكوتهم عنا وقد أصاب بصرى ما أصابها من الحرب ولولا ذلك لبعثوا يفتقدوننا».
فقال حماد: «ولا نظنهم علموا بما آلت إليه حالتنا وهب أنهم علموا فكيف يستطيعون الوصول إلينا والمدينة محاطة بالعدو». فلما رأى حمادا يدافع عن جبلة قال: «لعل لهم عذرا» وسكت.
ثم خرج سلمان إلى معسكر خالد ليرى ما تم عليه الأمر فرأى العرب قد ولوا رومانوس بصرى وأخذوا يستعدون للمسير فعاد فأخبر عبد الله وحمادا بذلك وهم بوداعهما فقال له حماد : «لا أرى أن أوصيك بإنفاذ خبر جبلة إلينا على عجل واطلاعنا على ما تم لأهل بيته وأين هم».
قال: «سمعا وطاعة وسيأتيك الخبر سريعا» ثم ودعهما وخرج.
ولم يكن سلمان أقل من حماد قلقا على هند وقد شارك عبد الله في ارتيابه من جبلة فعول على استطلاع كنه الأمر وإنفاذ ذلك إلى سيده وفي اليوم التالي أقلع خالد وشرحبيل وجنداهما إلى اليرموك.
الفصل الثامن والسبعون
Unknown page