فقال عبد الله لحماد: «دعه يذهب يا سيدي لعله يأتينا بخبر فقد انتهينا من المشاكل والأسرار ولا نظننا نحتاج إليه في شيء وقد تقرر لك الاقتران بهند ورضي والدها ووفينا النذر فليذهب».
فقال حماد: «اذهب يا سلمان بحراسة الله ولا تقطع عنا أخبارك».
فقضى سلمان ليلته تلك يستعد للمسير إلى العراق وفي الصباح ودع حمادا وعبد الله وبكى لوداعهما وسار إلى الناسك يلتمس بركته ودعاءه قبل المسير.
فلما خلا حماد بعبد الله قال له: «دعنا نسير إلى جبلة أو هيا بنا إلى صرح الغدير أم هناك سر يمنع ذهابنا واقتراننا ألم يأن لنا أن نخلص من العراقيل».
قال: «لقد آن الوقت وعلم سيدي إني لم أؤخر اقترانه عبثا ألم يكن في السر ما يدعو إلى ذلك».
قال: «بلى واني لا أنسى جميلا صنعته معي يا عبد الله ولكنني أعترف لك اعترافا صريحا بأن اطلاعي على نسبي قد قلل أسباب سعادتي واحسبني كنت أسعد حالا يوم كنت حماد بن الأمير عبد الله أما وأنا المنذر بن النعمان فأراني تعيسا يتيما مظلوما».
قال عبد الله: «كنت أتوقع ذلك منك ولكنني لم أر بدا من أن أقص عليك خبرا عهد به إلي أمانة مقدسة».
قال: «لم أقل أنك أخطأت باطلاعي على حقيقة نسبي فقد فعلت الواجب على أنني لم أتصور هندا ومعيشتي معها أسلو الدنيا ومتاعبها».
قال عبد الله: «وزد على ذلك أنك ستكون عما قليل ملك غسان والغساسنة لا يقلون سطوة وبطشا على ملوك الحيرة فضلا عن علاقتهم بالروم وهي دولة مسيحية وذلك خير من علاقة أجدادك المناذرة بالفرس والفرس مجوس يعبدون النار كما تعلم».
فانبسط وجه حماد لذلك فقال: «أنذهب معا إلى صرح الغدير». قال: «لو علمت أن جبلة هناك لذهبت معك لأن من اللياقة أن ألاقيه فمتى تعارفنا جاز لي الذهاب إلى الصرح». فقال: «إذن أذهب أنا فالتمس لك موعدا نجتمع فيه بجبلة ونتم الاقتران».
Unknown page