صلى الله عليه وسلم
يفضلنا عليهن في القسمة، فسو بيننا، ففعل، مع هذا فضل عائشة بألفين لمحبة رسول الله إياها، ففرض لها اثني عشر ألفا، فلم تأخذ ما فضلها به على غيرها من أمهات المؤمنين.
3
ثم إنه فرض لكل رجل شهد بدرا خمسة آلاف درهم في كل سنة، وفرض لكل من كان له إسلام كإسلام أهل بدر من مهاجرة الحبشة ومن شهد أحدا أربعة آلاف درهم في كل سنة، وفرض لأبناء البدريين ألفين ألفين إلا حسنا وحسينا فإنه ألحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله، ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف درهم، وفرض لكل رجل هاجر قبل الفتح ثلاثة آلاف درهم، ولكل رجل من مسلمة الفتح ألفين، ولغلمان أحداث من أبناء المهاجرين والأنصار كفرائض مسلمة الفتح، وفرض للناس على منازلهم وقراءتهم القرآن وجهادهم، ثم جعل من بقي من الناس بابا واحدا، ففرض لمن جاء من المسلمين إلى المدينة وأقام بها خمسة وعشرين دينارا، وفرض لأهل اليمن وقيس بالشام والعراق ألفين إلى ألف إلى تسعمائة إلى خمسمائة إلى ثلاثمائة، ولم ينقص أحدا عن ثلاثمائة، وقال: «لئن كثر المال لأفرضن لكل أربعة آلاف درهم؛ ألف لسفره، وألف لسلاحه، وألف يخلفها لأهله، وألف لفرسه وبغله.»
وكان عمر يفرض للمنفوس مائة درهم، فإذا ترعرع بلغ به مائتي درهم، فإذا بلغ زاده وكان إذا أتي بلقيط فرض له مائة درهم وفرض لوليه كل شهر رزقا يصلحه، وجعل رضاعه ونفقته من بيت المال، ثم يزيد عطاءه بعد ذلك من سنة إلى سنة، كما كان يصنع بغيره من الأطفال.
والقاعدة التي وضعها عمر وجعلها أساسا لتوزيع العطاء تبدو واضحة في قوله: «ما من الناس أحد إلا له في هذا المال حق أعطيه أو منعه، وما من أحد أحق به من أحد إلا عبد مملوك، وما أنا فيه إلا كأحدهم، ولكنا على منازلنا من كتاب الله وقسمنا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؛ فالرجل وبلاؤه في الإسلام، والرجل وقدمه في الإسلام، والرجل وغناؤه في الإسلام، والرجل وحاجته، والله لئن بقيت ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو مكانه.» وكذلك فرض عمر للناس جميعا لم يترك منهم أحدا، أورد ابن سعد في الطبقات رواية عن سالم أبي عبد الله أنه قال: «فرض عمر بن الخطاب للناس حتى لم يدع أحدا من الناس إلا فرض له، حتى بقيت بقية لا عشائر لهم ولا موال ففرض لهم ما بين المائتين وخمسين إلى ثلاثمائة.»
غير أن عمر خرج عن القاعدة التي وضعها لتنظيم العطاء في أمر رجال ونساء زاد في عطائهم على عطاء أمثالهم ممن في طبقتهم، فرض لعمر بن أبي سلمة أربعة آلاف درهم، وعمر هذا هو ابن أم سلمة أم المؤمنين، وقد اعترض محمد بن عبد الله بن جحش وقال لأمير المؤمنين: لم تفضل عمر علينا؟ فقد هاجر آباؤنا وشهدوا، وأجابه ابن الخطاب بقوله: «أفضله لمكانه من النبي
صلى الله عليه وسلم ، فليأتني الذي يستعتب بأم مثل أم سلمة أعتبه!» وفرض لأسامة بن زيد أربعة آلاف درهم، فقال عبد الله بن عمر: «فرضت لي ثلاثة آلاف وفرضت لأسامة أربعة آلاف وقد شهدت ما لم يشهد أسامة!» وأجابه عمر: «زدته؛ لأنه كان أحب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
Unknown page