Farasha Wa Dababa
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Genres
قلت: لأنه ميت.
وحين جاءت الشرطة احتجزت كل شخص هناك لمدة ثلاث ساعات. وبدأت بأن اشتمت فوهات كل المسدسات، فبهذه الطريقة يمكن أن يعثروا على المسدس الذي تم إطلاقه حديثا. وبعد ما يقرب من أربعين مسدسا، يبدو أنهم ضجروا من العملية، وعلى كل حال كان كل ما يمكن أن يشموه هو رائحة المعاطف الجلدية المبللة. ثم جلسوا إلى مائدة خلف المرحوم حامل رشاشة الماء مباشرة، وهو يرقد على الأرض كأنه رسم كاريكاتوري من الشمع الرمادي، بيدين شمعيتين ووجه شمعي رمادي، وجعلوا يفحصون أوراق الحاضرين.
ومع تمزق قميص رجل رشاشة الماء يمكنك أن ترى أنه لا يرتدي فانلة داخلية، وكان حذاؤه متهرئا. كان يبدو ضئيل الحجم مثيرا للشفقة؛ إذ هو ممدد على الأرض. ويجب عليك أن تخطو فوقه كي تذهب إلى المائدة التي جلس إليها اثنان من الشرطة في ملابس مدنية يفحصان أوراق هوية كل شخص. وفقد الزوج أوراقه وعثر عليها مرات عديدة من فرط عصبيته. كان لديه تصريح مرور، ولكنه نسي في أي جيب وضعه، واستمر يبحث عنه وهو ينضح عرقا إلى أن عثر عليه. ثم وضعه في جيب آخر وطفق يبحث عنه مرة أخرى.\ وكان ينضح بالعرق الغزير وهو يقوم بذلك؛ مما جعل شعره يتجعد ووجهه يحمر. وكان يبدو الآن كما لو كان يجب أن يرتدي، لا ربطة عنق مدرسية قديمة فحسب، بل وأيضا إحدى تلك القبعات الصغيرة التي يرتديها صبية المدارس في إنجلترا. أنت قد سمعت كيف تزيد الأحداث الناس هرما. حسنا لقد جعله إطلاق النار هذا يبدو أصغر من سنه بعشر سنوات.
وبينما كنا ننتظر، قلت للفتاة القوية إنني أعتقد أن الأمر كله يصلح أن يكون قصة جيدة وإنني سوف أكتبها يوما ما، فالطريقة التي انتظم بها الرجال الستة في صف واحد وخرجوا سريعا من ذلك الباب شيء رائع. وصدمها ما قلت، فأجابت بأنه لا يمكنني أن أكتب القصة؛ لأنها ستكون ضارة بقضية الجمهورية الإسبانية. فقلت إنني قضيت وقتا طويلا في إسبانيا، وإنهم كانوا يقومون بالكثير من إطلاق النار قديما فيما حول مدينة بلنسية أيام حكم الملكية، وإنه قبل الجمهورية بمئات السنين كان الناس يقطعون أجساد بعضهم البعض بسكاكين كبيرة تدعى «نافاخاس» في إقليم الأندلس، وإنني إذا شاهدت إطلاق نار فكاهيا في بار تشيكوتي خلال الحرب فبوسعي أن أكتب عنه كما لو أنه حدث في نيويورك أو شيكاغو أو كي وست أو مرسيليا، فهو لا علاقة له بالسياسة على الإطلاق. قالت إنه يجب علي ألا أفعل ذلك. وربما يقول كثير من الناس الآخرين مثل قولها أيضا. ومع ذلك، كان الألماني يعتقد فيما يبدو أنها قصة جيدة، وأعطيته آخر سيجارة من نوع «الجمل» كانت معي. حسنا، فعلى كل حال، أخيرا وبعد حوالي ثلاث ساعات قالت الشرطة إن بوسعنا الخروج.
وقد شعروا بالقلق من أجلي في فندق فلوريدا؛ لأنه في تلك الأيام، مع الغارات، إذا توجهت عائدا إلى بيتك على قدميك ولم تصل بعد موعد إغلاق الحانات في السابعة والنصف مساء يشعر الناس بالقلق. وكنت فرحا بالعودة، وحكيت القصة ونحن نطهو طعام العشاء على موقد كهربائي، ولاقت نجاحا كبيرا.
حسنا. كان المطر قد توقف بالليل، وجاء الغد يوم شتاء مبكر، باردا وساطعا وجميلا؛ وفي الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة دفعت الباب الدوار في تشيكوتي من أجل قليل من «الجين» بالمياه المعدنية قبل الغداء. كان هناك عدد قليل جدا من الناس في تلك الساعة، وجاء لمائدتي نادلان ومدير المحل. كانوا جميعا يبتسمون.
سألت: هل قبضوا على القاتل؟
قال المدير: لا تلقي نكاتا في هذا الوقت المبكر. هل رأيته يقتل؟
قلت له: أجل.
قال: «وأنا أيضا، كنت هناك حين حدث ذلك .» وأشار إلى مائدة في أحد الأركان .. «لقد وضع المسدس على صدر الرجل مباشرة حين أطلق النار.» - إلى متى احتجزوا الناس هنا؟ - أوه. بعد الثانية من هذا الصباح.
Unknown page