Fann Kimiya
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
Genres
كان منتصف القرن السابع عشر فترة أزمات في كل أنحاء أوروبا؛ حيث شاع ضعف المحاصيل، والمجاعات، وانتشر الفقر المدقع، وراحت رحى الحروب تدور بين الفينة والأخرى، وانقسمت الولاءات وتحولت بين النبلاء والملوك، كل ذلك على خلفية الصراع السائد بين الكاثوليكيين والبروتستانت.
استفحل نفوذ حركة الإصلاح البروتستانتي في فرنسا في القرن السادس عشر، وبرز ذلك واضحا عبر الحروب الدينية التي اندلعت في النصف الآخر من القرن نفسه. ولد أحد الآباء المؤسسين للفكر البروتستانتي، وهو جون كالفين، في فرنسا (عام 1509) واعتنق البروتستانتية وهاجر في عام 1534 إلى جنيف، حيث أسس كنيسة نموذجية وكتب عدة نصوص مقدسة مؤثرة . كان الملك الكاثوليكي هنري الثاني (1547-1559) يحكم بالحديد والنار، وقد كان لذلك أثر في صعود البروتستانتيين الأكثر صرامة، مثل الكالفينيين أو الهوجونت الفرنسيين. لكن الأمر الغريب أن الوصية على العرش كاترين دي ميديتشي - الملكة والدة تشارلز التاسع - حاولت أن تسلك نهجا أكثر اعتدالا، مما أثار ردود أفعال عنيفة من الكاثوليكيين أصحاب النفوذ، وردود أفعال مضادة من الهوجونت. وهكذا باتت فرنسا تواجه خطر الانقسام خلال النصف الأخير من القرن السادس عشر؛ فوقع الملك القوي هنري الرابع مرسوم نانت عام 1598، والذي كفل الحرية الدينية للهوجونت في أجزاء محددة من فرنسا، وأعطى لهم الحق في بناء القلاع (تحسبا).
خلال النصف الأول من القرن السابع عشر، وتحديدا في أوائل عهد الملك لويس الثالث عشر (1610-1643)، كانت المخاطر المهددة للاستقرار مستمرة. في أوائل هذا العهد، التفتت أنظار البيت الحاكم إلى إحدى الشخصيات العظيمة في التاريخ الفرنسي، وهو الكاردينال ريشيليو، وبحلول العام 1624، كان ريشيليو كبير وزراء الملك. كرس ريشيليو القوي نفسه لترسيخ السلطة الملكية والدينية. وقد توفي في عام 1642، وتوفي الملك لويس الثالث عشر في عام 1643. لم يكن لويس الرابع عشر (الملقب ب «الملك الشمس») قد أتم عامه الخامس عندما اعتلى العرش، وفي فترة وجيزة أصبح قائد كاثوليكي آخر بالغ التأثير، وهو الكاردينال مازارين، صاحب السلطة المطلقة في فرنسا. وفي عام 1648، اندلعت سلسلة من حركات التمرد، وقضي عليها جميعا بحلول عام 1653. ومع ازدياد حدة التعصب، انتقل لوفيفر إلى لندن في عام 1660. وهاجر آخرون - من ضمنهم الجراح مويس شاراس - كذلك خلال هذه الفترة. كان لويس الرابع عشر «يرى نفسه نائبا للرب على الأرض واعتبر كل أعمال العصيان والتمرد آثمة.»
7
وقد أعلن نفسه ملكا صاحب سلطة مطلقة في العام 1661، وفي عام 1685، ألغى مرسوم نانت، مما سبب تفككا كبيرا ومآسي عظيمة. أسس لويس الرابع عشر في حياته مبدأ عظمة فرنسا التي ربما يكون قصر فرساي الذي بناه هو أفضل ما يرمز إليها، وقد قدرت تكلفة بناء ذلك القصر بما يعادل تكلفة بناء مطار محلي حديث.
7
ولربما كان أسلوبه المسرف وخيلاؤه إنذارا بسقوط الملكية الفرنسية. مات الملك لويس في عام 1715، وحمل جثمانه في موكب أثار سخرية العامة.
7
دخل لوفيفر إنجلترا في عام 1660 مع بداية عصر استرداد الملكية الإنجليزية. كانت حمية البروتستانت الدينية قد أطاحت بالملكية الإنجليزية التي كانت متمثلة آنذاك في شخص الملك تشارلز الأول عام 1649. وكان ذلك ذروة الصراع الديني الذي بدأ مع انشقاق الملك هنري الثامن بكنيسة إنجلترا عن روما في عام 1534. وازدادت قوة البروتستانتية في ظل حكم الملك إدوارد السادس؛ إلا أنه في عهد الملكة ماري (1553-1558)، صعد الكاثوليك إلى سدة الحكم، وقتل كثير من البروتستانت وفر آخرون، بعضهم إلى جنيف حيث تأثروا بأفكار كالفين. لكن تتويج الملكة إليزابيث الأولى في عام 1558 أعاد السلطة إلى البروتستانت مرة أخرى، لكن تعاملها المعتدل أحبط الطوائف الأكثر تطرفا، والذي أطلق على البعض منهم «البيوريتانيون» أو التطهيريون. سعى البيوريتانيون إلى «تطهير» البروتستانتية من آخر آثار الكاثوليكية، ومارسوا ضغوطا متزايدة على حكام إنجلترا. هاجر بعض هذه الجماعات البيوريتانية إلى أمريكا، حيث أسسوا مجتمعات في فيرجينيا ونيو إنجلاند. زادت الضغوط خلال عهد تشارلز الأول (1625-1649) وبلغت منتهاها في انقلاب عسكري أطاح بالملكية وسلم زمام الأمور إلى القائد العسكري أوليفر كرومويل. وقد وقعت أحداث الاضطهاد العظيم نحو نهاية هذه الحقبة التي طالت لعقد من الزمان، وساعد البيوريتانيون المعتدلون أخيرا في استعادة الملكية، واعتلى تشارلز الثاني عرش إنجلترا.
بدءا من حوالي عام 1645، بدأ علماء من لندن وأكسفورد وكليات أخرى في عقد لقاءات فيما عرف ب «الكلية الخفية». تطور هذا التنظيم المفكك إلى الجمعية الملكية في لندن لتحسين المعرفة الطبيعية، والتي تأسست في عام 1660 وأصدر لها الملك تشارلز الثاني ميثاق تأسيس عام 1662. ليس واضحا مدى حماس الملك تجاه جمعيته الملكية تلك، لكن هذه الجمعية أبقت البيوريتانيين الذين هيمنوا على الجامعات وكلياتها مشغولين. وفي عام 1663، أصبح لوفيفر أحد الأعضاء الأوائل في الجمعية الملكية.
Unknown page