Fann Kimiya
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
Genres
تذكر باينوم أن «التعطش للدماء والتلذذ بالقتل»
26 - ما يمكن القول بأنهما «جوهر شخصية الذئاب» - كانتا سمتين مشتركتين بين الملك لايكون والذئب.
إن فكرة أن الفلزات يمكن أن تتحول فيأخذ بعضها أشكال بعض فكرة غريبة علينا تماما في عصرنا هذا. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنه منذ مئات السنين، لم يكن يوجد مفهوم حقيقي للعناصر، وكانت الفلزات توجد بوجه عام في حالات مختلفة من النقاء. فكانت السبائك، كالبرونز (الذي يتكون من النحاس والقصدير)، ومركب البيوتر (الذي يتكون في إحدى تركيباته من الرصاص والقصدير) تحتفظ على نحو سلس بالخواص الفلزية؛ فيما يعد شكلا من التحول أو التغير بإيقاف الحركة. وقد دللت الطبيعة الجوهرية للفلزات - اللمعان، وقابلية الطرق، والقدرة على التوصيل الحراري - على وجود جانب مشترك (أو مادة مشتركة)؛ ألا وهو «ماهية الفلزية». وعليه، فلدينا يوهان يواكيم بيشر - الذي عاش في القرن السابع عشر - الذي كان يعتقد أن كل الفلزات تحتوي على الزئبق،
32
فيما ذكر كيميائي آخر مهم من نفس الحقبة، وهو يوهان كونكل، أنه قد استخلص الزئبق من كل الفلزات.
33
ويا لسحر ذلك الزئبق، بجوهره الفلزي المتطاير الخارق لأي معدن؛ فالزئبق يذيب الذهب وفلزات أخرى، بحيث تتغير طبيعتها ومظهرها تماما عند التملغم. ويعمل تسخين الملغمة على تقطير الزئبق وإعادة الفلز إلى حالته السليمة، إن لم يكن أكثر نقاء. ولك أن تتخيل أن كثيرا من عينات الفلزات «النقية» تحتوي على بعض من شوائب الزئبق نتيجة لتاريخها؛ ومن ثم يكون استخراج بقايا زئبق من عينة مختلطة غير نقية من الذهب أمرا معقولا إلى حد ما.
شكل 1-8: صفحة العنوان من الطبعة الإنجليزية الأولى (الصادرة عام 1658) من رائعة جيامباتيستا ديلا بورتا «السحر الطبيعي» (الذي نشر بداية في 4 مجلدات في عام 1558 ثم زادت إلى 20 مجلدا في عام 1589). كان بورتا واسع المعرفة بالعمليات الكيميائية في القرن السادس عشر ، وغالبا ما كان ينسب إليه الفضل في اختراع الكاميرا المظلمة، علاوة على كونه كاتبا مسرحيا معروفا. تحوي الصورة إيحاء بأن بورتا هو التجسيد الحقيقي للنظام والمنطق، المقابلين للفوضى (بإذن من مكتبة روي جي نيفل لتاريخ الكيمياء).
يبين الشكل
1-8
Unknown page