143

Fann Kimiya

فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد

Genres

ويؤدي انطلاق الغاز في الجو إلى الحيلولة دون إعادة دخول ذرة الأكسجين الوحيدة الموجودة في أول أكسيد الكربون لإعادة تشكيل المادة «الأم»، مما يدفع التفاعل الكيميائي إلى الخطوة التالية. وعبر العصور والفحم يسخن مع مختلف تكلسات المعادن (مساحيق الأكاسيد) لاختزالها إلى المعادن الصافية الأصلية.

78

أما غاز أول أكسيد الكربون - الناتج الثانوي لهذه التفاعلات - فيختفي في الجو. يا له من تأثير سحري! في الواقع، يشكل الفحم المنشط حديثا أيضا مادة ماصة قوية للغاية بإمكانها إزالة الروائح، وتجريد السوائل من ألوانها، بل وجعل النبيذ الأحمر يشبه الماء. ويا لذلك من تأثير بشع!

شكل 4-17: لوحة بالألوان الزيتية على البورسلين للفنان إل ستورم، والأرجح أنه الرسام لودفيج ستورم المعروف بالرسم على البورسلين (المصدر: د. ألفريد بادر). ورغم أن اللوحة بعنوان «الخيميائي»، فإنها تصور كيمياء عقلانية. والعنصر الرئيس في الصورة هو وعاء الفحم. ويرجح أن أكسيدا فلزيا قد اختزل إلى معدن بفعل الفحم في البوتقة شديدة السخونة. انظر الصور الملونة (أود أن أعرب عن بالغ امتناني لمتحف الفن التابع لجامعة ولاية نيويورك في بينجهامتون لمنحي الإذن باستخدام هذه الصورة).

يظهر الشكل

4-17

صورة بالألوان الزيتية على البورسلين بفرشاة فنان يدعى إل ستورم بعنوان «الخيميائي».

79

والفنان الذي رسم الصورة هو في الغالب فنان يدعى لودفيج ستورم (1844-1926)، اشتهر في بامبرج وميونخ برسمه على البورسلين.

80 «ربما» يكون عنوان اللوحة مناسبا؛ نظرا لأن الشخصية المحورية في الصورة يبدو وأنه يجري عملية خيميائية لصالح العميلين الثريين المصورين بأزياء القرن الثامن عشر. ومع ذلك، فإن الخيمياء قد بلغت قمة ازدهارها خلال منتصف القرن السابع عشر، ومع منتصف القرن الثامن عشر كانت الكيمياء تشق طريقها في ثقة نحو اتخاذ مكانتها كعلم دقيق. كذلك كان الأثرياء السذج قد أصبحوا عقلاء بحلول تلك الفترة. فماذا يجري في هذه اللوحة؟ من الواضح أن مساعد الكيميائي قد أمده ببوتقة شديدة السخونة باستخدام فرنه ومنفاخه، بينما يضيف الكيميائي مسحوقا كلسيا إلى البوتقة. والعنصر الأساسي في هذه الصورة هو وعاء الفحم المسحوق الذي يظهر أمام العميل الثري الواقف إلى اليمين. ربما نتصور إضافة الفحم إلى البوتقة قبيل إضافة الكلس مباشرة. فلو كان الكلس هو أكسيد النحاس الأسود، لكانت النتيجة مشوقة على نحو خاص؛ إذ سيتصاعد هسيس غاز من الكتلة الداكنة وتظهر قطرة ذهبية مائلة إلى الحمرة من معدن سائل سرعان ما يتصلب متحولا إلى نحاس.

Unknown page