Falsafat Karl Buber

Yumna Tarif Khuli d. 1450 AH
182

Falsafat Karl Buber

فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

Genres

26

لذلك لا جدوى من مناقشة الحل في حد ذاته، بل ينبغي أن نناقش الفكرة الأساسية والتي لا يعدو هذا الحل سوى أن يكون ظلا لها، بل وفلسفة بوبر المنهجية بأسرها ظلا لها، أي فكرة خرافية الاستقراء.

هل يمكن أن نوافق بوبر على أن الواقع لا يحوي شيئا اسمه الاستقراء البتة؟ (3) قامت الدنيا وقعدت بسبب هذه الدعوة من بوبر، خصوصا في الثلاثينيات والعشرينيات من هذا القرن، وأثارت ردود أفعال لا حصر لها، غالبيتها إما منبعثة من الإيمان الدوجماطيقي بالاستقراء الذي لا يطيق أدنى تشكيك فيه، مثل ردود استراوسون ورايشنباخ، وإما منبعثة من الثورة على شخص بوبر؛ لأنه أوتي من الجرأة حدا بحيث يشكك في فكرة بمثل هذا الرسوخ كردود جيوفري وأرنوك.

وأقيم المناقشات في هذا الصدد هي مناقشة ب. بيرنايز، التي تتلخص في أن دعوى بوبر صادقة في حدود العلم البحت فقط،

27 ⋆

إذ يجب التمييز بين فرعين: العلوم الوصفية والعلوم البحتة، العلوم الوصفية تسير بلا مشاكل، أي بغير التزام بتقديم عالم جديد من المفاهيم والمقولات، والعلوم التجريبية الوصفية تبدأ من الملاحظات، فهي جمع وترتيب للخبرات؛ ذلك لأننا نستطيع الإقرار بالوظيفة الإبستمولوجية الأساسية للمدركات في العلوم التجريبية الوصفية، بغير الوقوع في النزعة السيكولوجية

طالما لا نشير إلى الدركات بوصفها حقائق، بل نشير إلى استعمالاتها.

28

أي يرى بيرنايز أن الاستقراء بمعناه الحرفي، أي جمع الوقائع التجريبية وتعميمها، هو منهج العلوم الوصفية، دون العلوم البحتة، وأنه ليست هناك مشاكل منطقية مثل الوقوع في النزعة السيكولوجية، تجعل بوبر ينفي الاستقراء عن العلوم الوصفية تفاديا لها.

وشبيه بهذا نقد ح. س. كيرك، وخلاصته أن بوبر تجاهل المرحلة التمهيدية الأساسية من إجراء الملاحظات (يمكن القول: إن المرحلة التمهيدية تناظر العلوم الوصفية) وهي - في نظر كيرك - تشييد بناء معقد من الخبرات، تخرج منه الحدوس والنظريات الكلية بطريقة استقرائية إلى حد ما، تجاهلها بوبر وركز فقط على المرحلة الثانية، التي يخرج منها ذلك الحدس البديهي الذي قوض بوبر به الاستقراء، «ولكن تجاهله للمرحلة التمهيدية الاستقرائية، والتي هي حيوية للتنظير العلمي، تجعله لم يطوق بالفعل مشكلة الاستقراء كما تصور.»

Unknown page