29

Catalogue of Catalogs and Proofs and Dictionary of Dictionaries and Tutors and Series

فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات

Investigator

د. إحسان عباس

Publisher

دار العربي الاسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

1402 AH

Publisher Location

بيروت

Genres

Hadith

قلت قد أراح الناس اليوم من يسمونه بالمحدث والحافظ من جملة هذه الشروط وبالخصوص من الرحلة والضبط والمعرفة والتكلم في العلل والوفيات والأسانيد ومعرفة الأجزاء الحديثية بل لا يتصورون أن هذه الأمور من الحديث وعلومه بل صار المحدث عندهم من يكثر الصياح ويخلط في كلامه ولو لم يرحل ولم يلق أحدا من أهل هذه الصناعة ولا عرف معنى الجزء والمشيخة والطبقة فإن ذكر لهم متونا قلب أسانيدها وزخرف ألفاظها وموه في أحكامها ومراتبها وركب لها أسانيد من عنده دعوه بخاري العصر ومحدث الزمان وهذا لعمري ما يوجب المسخ والخسف والطرد عن الله والبعد عن جميل الوصف فكيف يدعى بالحافظ والمحدث من لا يعرف كيفية النطق باسم راو معروف ولا مسند موصوف وغاية علمه تركيب أسانيد المتون وعدم خوفه من مغبة ذلك يوم المنون إلى غير ذلك مما بسطناه وشرحناه شرحا لا مزيد عليه في كتابنا الأجوبة النبغة عن الأسئلة الأربعة

وقد قال قال الحافظ العراقي الذي يطلق عليه اسم المحدث في عرف المحدثين من يكون كتب وقرأ وسمع ووعى ورحل إلى المدائن والقرى وحصل أصولا وعلق فروعا من كتب المسانيد والعلل والتواريخ التي تقرب من الألف تصنيف فإذا كان كذلك فلا ينكر له ذلك أما إذا كان على رأسه طيلسان وفي رجليه نعلان وصحب أميرا من أمراء الزمان أو من تحلى بلؤلؤ ومرجان وبثياب ذات ألوان فحصل تدريس حديث بالافك والبهتان وجعل نفسه ملعبة للشيطان لا يفهم ما يقرأ عليه من جزء ولا ديوان فهذا لا يطلق عليه اسم محدث ولا إنسان بل غايته مع الجهالة أكل الحرام فإن استحله خرج من دين الإسلام اه

وقال الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس أما المحدث في عصرنا فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز بذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه وشيوخ شيوخه طبقة بعد طبقة بحيث يكون ما يعرفه أكثر مما يجهله منها فهذا هو الحافظ وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من قولهم كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث في الإملاء فذلك بحسب أزمنتهم اه

Page 76