R. Rorty ،
47
كان أحد أهم الانتقادات التي وجهها هابرماس لفلاسفة من أمثال فوكو ودولوز وليوتار.
يرتبط بهذه السمة خاصية أخرى واضحة في معظم الإنتاج ما بعد الحداثي؛ وهي محو بعض الحدود والفواصل: هذه الخاصية لها تمثلات عديدة، أولها محو التمييز القديم بين الثقافة العليا والثقافة الجماهيرية أو الشعبية، وهي خاصية سنعود إليها بالتفصيل عند الحديث عن استطيقا ما بعد الحداثة. وثانيها محو الفواصل القديمة بين الأنواع الأدبية وأنواع الخطاب الأخرى؛ حيث كان السائد فيما مضى إمكانية التمييز بين أنواع الخطاب المختلفة: «الخطاب السياسي»، و«الاجتماعي»، و«التاريخي»، و«الأدبي»، أما الآن فكل هذه الخطابات متداخلة مع بعضها بحيث يصعب تصنيفها، وربما هذه هي صورة أخرى من صور مفهوم «التناص»
intertextualité . وقد كان جيل دولوز يقول: «أريد أن أكتب تاريخ الفلسفة كالرواية.»
48
كما أننا نلمس داخل النص الدولوزي انفتاحا على العديد من المجالات المعرفية، وكما يقول ريمون بيلور: «إن أعمال دولوز على اتصال مباشر بالفن والعلم والجسد وعلم الأحياء.»
49
وربما يفسر هذا سبب حضور النص الأدبي، بكل أشكاله، في النص الفلسفي ما بعد الحداثي ربما بدرجة تفوق حضور النصوص الفلسفية. يرتبط هذا أيضا «بتماهي وتداخل المجالات المعرفية المختلفة وإدراجها تحت ما يسمى ب «الدراسات الثقافية»
Cultural Studies »
Unknown page