Din Insan
دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
Genres
ومعنى قول ستاب هنا هو أن الحوادث الفيزيائية، سواء على المستوى الصغري أم على المستوى الكبري، لا تجد أسبابها عند الجذور المرئية أو الملموسة بالتجريب، بل في مستوى أعمق لا تستطيع تجربتنا الوصول إليه. وهذا ما يسميه الفيزيائي دافيد بوهم بالكلانية غير المتجزئة
Unbroken Wholeness ، مما سوف نتحدث عنه بعد عرض موجز لفرضية البوتستراب
Bootstrap ، التي نشأت في السياق النظري والتجريبي للمصفوفة
S ، على يد الفيزيائي ج. تشو
Geoffrey Chew
الذي طور فكرة البوتستراب إلى فلسفة للطبيعة، ثم استخدمها لبناء نظرية للجسيمات مصاغة بلغة المصفوفة
S .
تعتبر البوتستراب بمثابة الرفض النهائي والحاسم، الذي أعلنته الفيزياء الحديثة، للنظرة الميكانيكية للكون. فبالنسبة للفيزياء التقليدية، يقوم الكون على بنية قوامها لبنات أساسية هي الوحدات الأولية المكونة للمادة، والتي لا يمكن تجزئتها إلى أصغر منها أو تحليلها. أما وفق النظرية الجديدة للكون، وهي النظرة التي تعبر عنها البوتستراب أحسن تعبير، فإن المادة لا يمكن فهمها باعتبارها تجمعا لكيانات مادية صغيرة لا يمكن تحليلها؛ لأن الكون هو نسيج محكم من حوادث متداخلة ومعتمدة بعضها على بعض، بحيث لا يمكن اعتبار أي جزء من الكون أكثر أولية أو أساسية من الآخر؛ لأن خصائص كل جزء فيه تعتمد على خصائص الأجزاء الأخرى. يضاف إلى ذلك أن الاتساق الكلي للعلائق المتبادلة بين الأجزاء، هو الذي يحدد بنية النسيج بكامله. من هنا فإن البوتستراب لا تنكر فقط المكونات المادية الأساسية، بل إنها تنكر المكونات الأساسية من أي نوع، سواء جاءت على صيغة قوانين أو معادلات رياضية أو مبادئ؛ وبذلك تبتعد البوتستراب عن فكرة كانت جوهرية في علوم الطبيعة لمئات خلت من السنين، وهي فكرة القوانين الأولية للطبيعة؛ فالقوانين كما يلمسها الفيزيائيون اليوم ليست إلا ابتكارا ذهنيا يساعد على رسم خريطة للحقيقة، ولكنها لا ترسم الحقيقة نفسها.
أما الفيزيائي دافيد بوهم
David Bohm ،
Unknown page