Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Genres
(بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه): سير الأعلام، وهي: البنود، وقيام الألوية(1) وهي الرايات، استعارة ها هنا عن استقامة الأمر وثبوته وتمكنه واستحكام نفوذه؛ لأن هذه الأمور متى كانت مستقيمة فأحوال العسكر مستقيمة، وأمرهم نافذ، وعزيمتهم ماضية، وريحهم متحركة، فهذه الأمور كلها حاصلة.
(في فتن): جمع فتنة.
(داستهم): دقتهم.
(بأخفافها): كما يدوس البعير بخفه.
(ووطئتهم): همستهم.
(بأظلافها): كما تدوس البقر بأظلافها.
(وقامت): يعني الفتن.
(على سنابكها فيهم): الخف للجمل، والظلف للبقر، والسنبك للفرس وهو طرف مقدم الحافر، واستعار ذكر هذه الأشياء كلها ليدل بها على أن الفتن قد طحنتهم بكلاكلها واستقرت قواعدها فلا يستطيعون حيلة، ولا يهتدون سبيلا.
(فهم فيها تائهون): ذاهبون في الحيرة كل مذهب.
(حائرون): مقيمون في الفتنة، لا يجدون مسلكا يسلكونه.
(جاهلون): بما يكون فيه النجاة، عما هم فيه.
(مفتونون): ممتحنون بأنواع هذه البلاوي، ساكنون:
(في شر دار): إما الدنيا لكثرة ما يعرض فيها من ضروب المحن، وإما مواضعهم حيث كانوا في هذه الفتن مقيمون فيها.
(وشر جيران): حيث لم ينفعوهم فيما وقعوا فيه، وشر جار من لا ينقع الغصص عن اشتجارها(2).
(نومهم سهود): سهد يسهد سهودا إذا قل نومه، فنومهم شارد قليل لما دهمهم من هذه الأمور.
(وكحلهم دموع): أراد ما يكتحلون من شدة الأمر وهوله(3) إلا دموعهم، وقوله عليه السلام: وكحلهم دموع، مثل قولهم: تحية بينهم ضرب وجيع، ومن قولهم: تعليقها الأسراج والألجام، ومن قولهم:
Page 168