وحكى لي إبراهيم الصباغ في المساء أن بونابرته عندما رأى ياورانه يعودان مع بضعة آلاف من الأسرى اصفر وجهه، وقال ساخطا: ماذا سأفعل بهم؟ ثم أمر بإعدامهم.
السبت 9 مارس
انهمك الفرنساوية صباحا في فصل المغاربة عن بقية الأسرى، وجمعوا الآخرين أمام خيمة نابليون، ومنعوا عنهم الطعام. وقادوا المغاربة إلى شاطئ البحر. وتبعتهم من بعيد فرأيتهم يصفونهم عند الماء، ثم تقدمت كتيبتان منهم وبدأتا في إطلاق النار عليهم.
جرى البعض في محاولة للفرار فنادى عليهم الفرنساوية قائلين إن بونابرته عفا عنهم فعادوا. وفور اقترابهم أطلقوا عليهم النيران. وألقى بعضهم نفسه في الماء وحاول الهرب سباحة فاصطادهم الجنود على مهل. فاصطبغ ماء البحر بدمائهم وانتشرت جثثهم فوق سطحه.
الأحد 10 مارس
صرفني الكابيتان قرب الظهيرة بعد أن سجلنا ما استولوا عليه من بقسماط (400000 جراية) والأرز (2000 قنطار)، فذهبت إلى حيث جمع بقية الأسرى أمام خيمة ساري عسكر. ونادوا على المصريين منهم فأوقفوهم جانبا.
ثم اقتادوا الأسرى الأتراك ناحية البحر. أسرعت خلفهم إذ توقعت إعدامهم. صفوهم أمامهم. وحسبت أعدادهم فوجدتهم 1200 تركي. وكان بينهم أطفال تشبثوا بآبائهم. وأخذ الجميع يرتلون القرآن والشهادة. وبدأ إطلاق النار عليهم. ثم أقبل أحد القادة جريا وأوقف إطلاق النيران فظننت أنهم عفوا عنهم. لكني سمعته يأمر جنوده بالاقتصاد في استعمال الذخيرة، فأعملوا فيهم الطعن بالسناكي.
ورأيت الأحياء من الأسرى يكومون جثث قتلاهم ليجعلوا منها متاريس في وجه الطاعنين لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
عدت إلى خيمتي شاعرا بالغثيان، وأفرغت ما أكلته في الصباح. وفي المساء ذهبت إلى خيمة كفاريللي ووجدت الصباغ جالسا أمامها. جلست بجواره. سألته عن مصير الأسرى المصريين. قال: إن ساري عسكر طلبهم إليه وعاتبهم على خروجهم من مصر، وأمر بإعطائهم ملابس وإنزالهم في مركب إلى دمياط، وكان من بينهم السيد عمر أفندي نقيب الأشراف، وجماعة من أفندية الروزنامة الفارين.
الإثنين 11 مارس
Unknown page