قرب قطية تعرضت قافلة إعاشة لهجوم جماعة من العربان استولوا عليها بعد أن صرعوا ثلاثة رجال.
سرنا نحو العريش التي تبعد تسع ساعات. كانت الرمال حارقة. ولم نلبث أن افتقدنا المياه. وبدأ توزيع القرب الباقية بالتساوي؛ فحصل كل نفر على بضع قطرات. وابتلعت نصيبي كاسرا صيامي. وانقض أحد الجنود على القربة الأخيرة ليرتوي قبل غيره.
بعد ساعات بدأ الجنود يتساقطون من الإعياء. ورقدوا بلا حراك إلى أن ساد الظلام فاستأنفنا الزحف. ولم يلبث الحظ أن واتانا إذ بلغنا خزانا للمياه. وعندما فرغ حفرنا تحته، ونجحنا في استخراج بعض المياه.
أشرفنا على العريش مع شروق الشمس. طالعتنا غابة نخيل قرب البحر. وبدا أن المكان لا يضم غير مجموعة أكواخ عتيقة يحرسها نفر قليل من جند الأتراك. أطلقنا المدافع عليها. ثم تقدمنا من البيوت، وهنا انهال علينا وابل من الطلقات.
دخلنا البلدة بعد معارك طاحنة استمرت طول اليوم. ولأول مرة أشهد بشاعة الحرب؛ فقد قتل الفرنساوية الأهالي بالسناكي.
لم يكن بالبلدة أقوات فبدأنا نتضور جوعا. وقتل الجنود الجمال والخيول وأكلوها. أكلت معهم بعد أن كسرت صيامي مرة أخرى.
أفردوا لي مكانا في خيمة المترجمين. وخفت على حماري فربطته إلى فرشي. وكان معي قبطي ومالطي وعراقي واثنان من الشوام. ولم أتمكن من كتابة شيء بسبب انعدام الضوء.
الثلاثاء 12 فبراير
كتبت أحداث الأيام الماضية في الصباح. واستدعاني قبطان. قال: اسمي الكابيتان هوية وأنت ... وقرأ اسمي من ورقة أمامه.
قلت: نعم.
Unknown page