178

============================================================

19 الباب الخامن والأوبحون فى تقسيم قيام الليل قال الله تعالى : (والزين يبيثون يريهم سجدا وقياما)(1) وقيل فى تفسير قوله تعالى : (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كائوا يعملون"(1) كان عملهم قيام الليل: وقيل فى تفسير قوله تعالى: (واستعينوا بالصير والصلاة"(2: استعينوا بصلاة الليل على مجاهدة التفس، ومصابرة العدو وفى الطبر (عليكم بقيام الليل فإنه مرضاة لربكم وهو دأب الصالحين قبلكم، ومنهاه عن الإثم، وملغاة للوزر، ومذهب كيد الشيطان، ومطردة للداء عن الجسد) وقد كان جمع من الصالحين يقومون الليل كله، حتى تقل ذلك عن أربعين من التابعين كانوا يصلون الغداة بوضوء العشاء: منهم، سعيد بن المسيب، وفضيل بن عياض، ووهيب بن الفرات، وأبو سليمان الداوانى، وعلى بن بكار، وحبيب العجمى، وكهمس بن المنهال، وأيو حازم، ومحمد بن المنكدر، وأبو حنيفة رحمه الله تعالى وغيرهم، عدهم، وسماهم بأتسابهم الشيخ أبو طالب المكى فى كتابه (قوت القلوب).

فمن عجز عن ذلك يستحب له قيام ثلثيه، أو ثلثه. وأقل الاستحباب سدس الليل، فإما أن ينام ثلث الليل الأول ويقوم نصفه وينام سدسه الآخر، أم ينام النصف الأول ويقوم ثلثه أو ينام السدس. روى آن داود عليه السلام قال: يا رب، إنى أحب أن أتعبد لك، فأى وقت أقوم؟ .

فأوحى الله تعالى إليه: يا داود، لا تقم أول الليل ولا آخره، فإنه من قام أوله نام آخره، ومن قام آخره نام أوله، ولكن قم وسط اليل حتى تخلو بى وأخلو بك، وارفع إلى حوائجث) ويكون القيام بين نومين، وإلا فيغالب النفس من أول الليل ويتنقل، فإذا غلبه النوم ينام، فإذا انتبه يتوضأ فيكون له قومتان ونومتان، ويكون ذلك من أقضل ما يفعله .

(1) آية رقم 64 من سورة الفرقان (2) آية رقم 17 من سورة السجدة.

(3) آية وقم 4 من سورة البقرة .

Page 178