============================================================
الباب الفتالف والثلاثتون فى آداب الطهارة ومقدماتها قال الله تعالى فى وصف أصحاب الصفة : فيه رجال يحيون أن يتطهروا والله يحب المطهرين(1) قيل قى التفسير : يحبون أن يتطهروا من الأحدات، والجنابات، والنجاسات بالماء قال الكليى: هو غسل الأدبار بالماء وقال عطاء: كاتوا يستنجون بالماء ولا ينامون بالليل على الجنابة: روى أن رسول الله قال لأهل قباء لما نزلت هذه الآية : (إن الله تعالى قد أثنى عليكم فى الطهور ، فما هو؟ قالوا : إنا نستنجى بالماء ، وكان قبل ذلك قال لهم رسول الله : (إذا أتى أحدكم الخلاء فليستنج بثلاثة أحجان وهكذا كان الاستنجاء فى الابتداء حتى ثزلت هذه الآية فى أهل قباء قيل لسلمان، قد علمكم نبيكم كل شىء حتى الخراءة ؛ فقال سلمان : أجل، نهانا أن تستقبل القبلة بغائط أو بول، أو تستنجى باليمين، أو يستنجى أحدنا يأقل من ثلاثة أحجار، أو نستنجى برجيع(2) أو عظم.
حدثثا شيخنا ضياء الدين أبو النجيب - إملاء - قال : أخبرنا أبو منصور الحريمى، قال: أخبرنا أبو يكر الخطيب، قال : أخبرنا أبو عمر الهاشمى قال: أخبرنا أبو على اللؤلؤى قال : أخبرنا أبو داود قال : حدثثا عبد الله بن محمد قال : حدثثا ابن الميارك، عن ابن عجلان، عن لقعقاع ، عن أبى صالح، عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال : قال : دإنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطيب بيسنه" وكان يأمر بثلاثة أحجار ، وينهى عن الروث والرمة(3.
والغرض فى الاستنجاء شيئان : إزالة الخيث ، وطهارة المزيل : وهو أن لا يكون رجيعا وهو الروث، ولا مستعملا مرة أخرى، ولا رمة، وهى : عظم الميتة ووتر الاستنجاء سئة: فاما ثلاثة احجار، أو خمس، أو سيع واستعمال الماء بعد الحجر سنة. وقد قيل فى الآية : (يحيون أن يتطهروا4 ولما سثلوا عن ذلك قالوا : كنا نتبع الماء الحجر.
(1) آية رقم 108 من سورة التوية .
(2) الرجيع : الروث والتدرة لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاما أو علفا (3) الرمة : العظام البالية
Page 106