و«التطور الانبثاقي»
Emergent Evolution ، يرى بوبر أن التطور «خالق»
Creative ، وأن تطور الحيوانات ذات الخبرة الواعية قد أتى بجديد إلى العالم، وقد كانت هذه الخبرات في البدء بدائية بسيطة، ثم تطورت إلى أنماط أعلى، إلى أن بلغت نمط الوعي الذاتي عند الإنسان، فمع ظهور الإنسان تجلى معنى التطور الخالق؛ لأن الإنسان أبدع عالما موضوعيا جديدا، ذلك هو عالم منتجات العقل البشري ... عالم الأساطير وحكايا الأشباح والنظريات العلمية والشعر والفن والموسيقى ... إلخ، والذي يطلق عليه بوبر «العالم 3»، ويميز بينه وبين «العالم 1» (العالم المادي) و«العالم 2» (عالم الخبرات الذاتية).
12
في بداية التكوين، وفي عالم لم يكن فيه أي عناصر أكثر من الهيدروجين مثلا والهيليوم، لم يكن بمقدور أي عالم ملم بقوانين الطبيعة السارية آنئذ أن يتنبأ بجميع خصائص العناصر الأثقل التي لم تظهر بعد، ولا أن يتنبأ بظهورها، ولا كان بمقدوره أن يتنبأ حتى بخصائص أبسط الجزيئات المركبة كالماء، ويبدو أن العالم قد مر بالمراحل التطورية التالية على أقل تقدير، والتي أنتج بعضها أشياء ذات خصائص جديدة أو «انبثاقية»
Emergent
أو غير متوقعة على الإطلاق: (1) ظهور العناصر الثقيلة (شاملة النظائر المشعة) وظهور السوائل والبلورات. (2) ظهور الحياة. (3) ظهور الوظيفة الحسية. (4) ظهور الوعي بالذات والوعي بالموت (متصاحبا مع اللغة البشرية)، أو حتى ظهور اللحاء المخي البشري. (5) ظهور اللغة البشرية ونظريات النفس والموت. (6) ظهور منتجات العقل الإنساني كالأساطير الشارحة أو النظريات العلمية أو الأعمال الفنية.
13
مخطط لبعض مراحل التطور الكوني.
العالم 3 (6) الأعمال الفنية والعلمية (شاملة التكنولوجيا).
Unknown page