Cala Hamish Arsifa
على هامش الأرصفة
Genres
قالت له: الجرسون!
سلمى تحب أن تحمل حقيبتها بسكويت «ماكنتوش» ومناديل ورق فلورا بيضاء معطرة لطوارئ الأمور؛ مسح حذائها بعد عاصفة غبارية أو عبور طريق ترابي، أو عندما تمسح دموعها الشفافة الرقيقة نتيجة لمعركة كلامية تافهة بينهما بشأن تسمية أطفالهما القادمين. - سأسميه «اسبارتاكوس». - لا، سأسميها «رؤية».
ولسلمى في المناديل مآرب أخرى.
أخرجت مناديلها، أحاطت بواحد منها زجاجة «البيبسي كولا»، وكادت أن تجترع منها شيئا لولا أن مارس دعارة ظفرية مباغتة قامت، قام، خرجت، بعد لحظات خلفها خرج.
لونها أسود كقلب الأبنوس، ناعمة بشرتها لها لمعة «كريمية» أخاذة، وأعلى شفتها العليا زغب ناعم كشعيرات من الحرير باهتة لا يذكر أين رآها من قبل، إلا أنه يتذكر أنها لفتت انتباهه بجمالها الأخاذ وبراءة وجهها، وأيضا لجموح تفاصيل جسدها الأنثوي الشبق، بالتأكيد ليست موظفة بالشركة، ولكنها قد تكون عميلة أو إحدى الطالبات اللائي يتدربن في الصيف بالشركة، ولم تمهله ليذهب لأبعد من ذلك، سألته: هل رأيت ولدا يرتدي «بنطلون جينز بلو»، «وفانلة تي شيرت جري»، طويلة قامته ... وقال مقاطعا مقلدا لهجتها الحلوة وهدوءها: معه بنت صغيرة ترتدي الزي المدرسي للثانويات! لقد كانا هنا قبل لحظات وخرجا.
سقطت منهارة على كرسي قربه دافنة وجهها بكفيها، وبعد لحظات قضتها في نحيب مكتوم انتزعت منديلا وأخذت تمسح أدمعها.
ماذا لو جاءت سلمى ووجدتكما معا؟! ماذا تقولان؟!
لم يستطع أن يتخيل وجه «سلمى» وقد فوجئت بهما.
نظر إلى ساعته.
لا بد أن تحضر حالا، كيف تتأخر إلى هذا الوقت، هذه القردة الصغيرة؟!
Unknown page