كانت آيريس تملك ما يكفي من المنطق كي تدرك أنها تستغرق في وساوس وتكهنات مرضية فأسرعت تقطع حبل أفكارها. نبهها صوت مميز إلى قدوم البروفيسور، فأمالت ذقنها بتحد.
وقالت لهير: «لقد تذكرت السيدة بارنز الآنسة فروي عندما تظاهر الجميع بعدم تذكرها. أنا واثقة أنها ليس بوسعها أن تكذب؛ لذا لا أهتم بما يقوله سواها، فأنا أعتمد عليها هي.»
تقدمت إدنا بارنز متأبطة ذراع زوجها وكأنما تستند إليه، لكن في الواقع، كان هو من يستند إليها بشدة؛ إذ كانت اهتزازات القطار تسبب له الدوار. كان لا يزال متماسكا، لكن وجهه كان يفصح عن إنهاك فارس أوشكت فترة صحوه أن تنتهي.
قال لآيريس متوليا زمام الأمر بحكم العادة: «أفهم أنك تريدين منا التعرف على صديقة لك.»
ثم نظر إلى زوجته.
وسألها: «عزيزتي إدنا، هل تلك هي السيدة؟»
على العكس من النادل، لم تتردد السيدة بارنز؛ إذ تعرفت عليها على الفور.
قالت: «أجل.»
تقدم القس باسطا يده.
وقال لها: «أنا سعيد أن أتتني الفرصة لأشكرك على لطفك.»
Unknown page