الفصل الثاني عشر
الشهود
كانت آيريس تعي أنها جذبت اهتمام الموجودين، إلا أن قلقها الشديد جعلها لا تبالي بذلك. رفعت صوتها وسألت سؤالا عاما. «رجاء، هل منكم من يتحدث الإنجليزية هنا؟»
دفع منظر الفتاة الجميلة الواقعة في مأزق شابا لأن يهب واقفا. كان مظهره غير مهندم، وله وجه عادي ودود، وعينان عسليتان جريئتان.
سألها سريعا: «هل يمكنني المساعدة؟»
كان صوته مألوفا لآيريس؛ فقد سمعته في محطة القطار قبل أن تصيبها ضربة الشمس مباشرة. كان ذلك هو الشاب الذي عارض نظام المحاكمة بواسطة هيئة محلفين. كان مظهره كما تخيلت بالضبط، حتى إنه كان له شعر نافر غير مشذب، من النوع الذي يستجيب للتصفيف مثل كلب مدرب، لكنه ما يلبث أن يتنافر مرة أخرى فور أن تغادره الفرشاة.
في ظروف أخرى، كانت لتنجذب له غريزيا، لكن في خضم تلك الأزمة، شعرت أنه يفتقر إلى الرزانة.
قالت في نفسها بسرعة: «يبدو من النوع الذي يغازل الساقيات، ويعامل شرطيي المرور بوقاحة.»
قال الشاب: «حسنا؟»
راعها أن اكتشفت أنه يصعب عليها التحكم في صوتها أو لملمة شتات أفكارها عندما حاولت أن تشرح له الوضع.
Unknown page