أشارت آيريس إلى المقعد الذي تجلس فيه الفتاة الصغيرة.
وقالت: «لقد كانت تجلس هنا.»
هزت البارونة رأسها. «أنت مخطئة. لم تجلس أي امرأة إنجليزية في ذلك المقعد.»
بدأ رأس آيريس يدور، وقالت بإصرار: «لكنها كانت تجلس هنا بالفعل. لقد تحدثت معها، وذهبت لاحتساء الشاي برفقتها. أنت حتما تتذكرين ذلك.»
تحدثت البارونة بنبرة تأكيدية بطيئة. «لم يحدث شيء لأتذكره. أنا لا أفهم ما تعنينه على الإطلاق. أؤكد لك أنه لم تكن هناك أي سيدة إنجليزية في تلك المقصورة في أي وقت من الأوقات، سواك. أنت السيدة الإنجليزية الوحيدة هنا.»
الفصل الحادي عشر
إبرة في كومة قش
همت آيريس بالحديث لكنها أطبقت فمها مجددا. إذ انتابها شعور عاجز بأن ثمة صوتا يصم الآذان أخذ يصيح بها لإسكاتها؛ فقد أعطت البارونة تصريحا تناقض بشدة مع شهادة حواسها، لكنه كان مدعوما بقوة نفوذها الطاغي.
بينما كانت تنظر بثبات إلى عيني الفتاة في تحد لإنكارها، أمعنت آيريس بدورها النظر إلى التجاعيد العميقة التي تمتد من أنفها وحتى ذقنها العريض المكابر. كانت شفتاها ملتويتين في عبوس ذكرها بقناع ميلبوميني إلهة إلهام المسرح المأساوي.
أدركت أنه لا فائدة من مواصلة الاحتجاج؛ فالبارونة ستبذل ما بوسعها لإحباط أي محاولة للمعارضة. لم يكن أمامها سوى أن تهز كتفيها اعترافا بهزيمتها واستعلاء على مواصلة الجدال.
Unknown page