قالت: «وها قد انقضت الليلة بالنسبة لنا أيضا؛ فحمدا لله على ذلك! أتمنى أن تتذكر أنه لا يصح أن تسعى أنت وراء مشكلات ما كانت لتأتي إليك أو تنوي زيارتك طوعا. علام تضحك؟»
كان السيد فروي يقهقه وهو يشير إلى سقراط الذي كان يلتهم الكعكة الأخيرة.
قال مقلدا إياها في تهكم وديع: «لقد فهم.»
جعل مظهر وجهه السيدة فروي تنسى خيبة الأمل التي أصابتها للتو؛ إذ بدا أصغر عدة أعوام، ولم يعد يراودها شك حول أين يفترض أن يبيت ليلته.
ربتت على ظهر سقراط، وقبلت أنفه، ونفضت عن فرائه فتات الكعك اليابس.
وقالت لزوجها بنبرة لاذعة: «أجل يفهم، بل يفهم أكثر منك. ألا ترى أنه يحاول أن يعجل بمرور الوقت؟»
الفصل الثالث والعشرون
ضع رهانك
بجانب السيدة فروي، ود آخرون لو عجلوا بمرور الزمن. بعضهم كان على متن القطار الذي كان ينطلق بأقصى سرعته كي يصل إلى ترييستي في موعده المحدد.
إحداهم كانت السيدة تودهانتر التي أخفت تعجلها وراء ستار من اللامبالاة المتصنعة. أينما ذهبت كانت تلتفت إليها الأنظار، وتحسدها النساء على تلك الهالة الحالمة التي تحيط بها؛ إذ كانت تمتلك كل ما قد ترغب أي امرأة في أن تحظى به؛ من جمال ووقار وملابس فاخرة وزوج ثري رفيع المكانة.
Unknown page