أثناء حديثنا، قرر فريتز أن رأس فرس البحر ستبدو رائعة على زورقه. وعرضت أن أقطر زورقه إلى الشاطئ خلفنا، لكنه أراد أن يتجه إلى المنزل بنفس الطريقة التي جاء بها. لقد أراد أن يري والدته أنه سليم تماما.
ولم نكد ندعه يذهب حتى اكفهرت السماء، وجلبت في أعقابها عاصفة هوجاء. لم يكن فريتز على مرمى بصرنا ولم نستطع أن نساعده. كانت الأمواج عاتية للغاية، حتى إننا اضطررنا أن نربط أنفسنا بالقارب حتى لا ننجرف من فوق سطح المركب. استبد بي الرعب عليه وعلينا.
كان أولادي شجعانا وصمد قاربنا، لكنني دعوت أن ينجو فريتز بأي طريقة من الريح والمطر. أخيرا، حين بدأ الطقس يصفو شققنا طريقنا عائدين إلى خليج الاكتشافات.
وعندما اقتربنا بدرجة كافية تمكننا من رؤية الشاطئ، ضحكنا جميعا عندما رأينا فريتز يقف على الشاطئ. كانت زوجتي هناك أيضا جاثية تدعو من أجل عودتنا سالمين. اجتمع شمل العائلة مرة أخرى في المنزل سالمين.
الفصل الثامن عشر
بريد الجزيرة
حطمت العاصفة أشياء عديدة وغرق كل شيء، وتحطم جسرنا وانفجرت أنابيبنا. بات لدينا الكثير من المهام لنفعلها. وبعد أيام من العمل، شعرت أن الملل أخذ يتسلل إلى نفس الأولاد. حان موعد القيام بمغامرة جديدة.
قرر إيرنست أن يمكث معي أنا ووالدته، في حين استعد بقية الأولاد للذهاب في رحلة إلى المزرعة، واصطحبوا معهم ستورم وجرامبل والكلاب. لاحظت أن جاك أخذ معه قفصا مليئا بالحمام، لكنني لم أعر الأمر اهتماما.
في الصباح التالي، وأنا وزوجتي وإيرنست نجلس في الشرفة، تطرقنا إلى الحديث عما يفعل الأولاد في مغامرتهم. طلب منا إيرنست أن ننتظر فحسب، وسنعرف كل شيء اليوم التالي. لكن عندئذ طارت حمامة إلى الحظيرة فهرع إليها إيرنست الذي عاد إلينا حاملا قطعة ورق صغيرة في يده.
قال إيرنست: «إنه خطاب من مكتب بريد الحمام!»
Unknown page