فارتبك محمد في أمره ولم يدر بماذا يجيب، ولكنه تجلد وقال: «لماذا لم تبد رغبتك قبل سفرها؟» فبغت الحسن وقال: «أين سافرت؟» قال: «إلى مكة في صباح هذا اليوم.»
قال: «وكيف ذلك؟! وما الذي حملها على السفر؟! ومن سافر بها وهي وحيدة؟»
قال: «سافرت مع عجوز من قرابتي ورجل من بني الليث من أخوال أختي أم المؤمنين.»
فقطب الحسن وجهه وقال: «وما الذي حملها على السفر؟»
قالت: «سمعتها تذكر أنها تؤثر البعد عن المدينة في أثناء هذا الاضطراب، وطالما أرادت التعرف إلى أم المؤمنين فأظنها ذهبت لتقضي عندها بضعة أيام ثم تعود.»
فأطرق الحسن يفكر، ثم قال: «لا بأس من ذهابها الآن، وسأنتهز فرصة يخلو فيها وجه [ابن] أبي طالب فأطلب منه أن يخطبها لي، فإذا لم تكن قد عادت نبعث في استقدامها.» قال ذلك وخرج.
فبغت محمد وامتقع لونه، ولحظت أمه ذلك فيه فقالت: «لقد أهمك حديث الحسن؟» فتنهد ولم يجب.
فقالت: «ما لك لا تجيب؟» فتردد بين أن يكشف لها سره وبين أن يظل على كتمانه، ولكنه لم يعد يستطيع صبرا فقال: «لقد أهمني الأمر أكثر مما تظنين بكثير.»
قالت: «ولماذا؟» قال: «إن الفتاة التي أشار إليها الحسن مخطوبة.» قالت: «ولمن؟»
قال: «لي». قالت: «ماذا تقول؟» قال: «هذا هو الصدق.»
Unknown page