قال سعيد: «تأتي معي، ولكن لتكون سعيدا صاحب القول الفصل والكلمة النافذة في بلاط الخليفة.»
فدهش لهذا القول ولم يفهمه فقال: «ماذا تعني؟ إن الناصر لا يكاد بصره يقع علي حتى يأمر بقتلي؛ لأني كنت أكثر أعدائه مجاهرة بعداوته.»
قال سعيد: «نعم، ولكن لك شفيعا لا ترد شفاعته.»
قال سالم: «من هو ذلك الشفيع إن لم يكن أنت؟»
قال سعيد: «ألا تذكر أختك حسناء؟»
قال سالم: «دعني من ذكراها، فقد مضت عدة أعوام لم أذكر اسمها، وإن كانت صورتها لا تبرح ذهني. ما الذي بعث إلى ذكراها الآن؟»
قال سعيد: «لأنها ستكون شفيعة لك عند الخليفة.»
فصاح سالم قائلا: «أختي حسناء! هل هي على قيد الحياة؟ أين هي؟ أم أنت تعني شيئا آخر.»
قال سعيد: «أختك حسناء على قيد الحياة، وهي الآن صاحبة المقام الأول عند الناصر.»
الفصل الخامس والسبعون
Unknown page