8
وهل يستل الآخر سيفه فيقاتل ابنا بسمارك فرسان الإمبراطور؟ يعرف أوتوفون بسمارك جيدا كيف يمسك بسيف النظام القديم، ولكن هذا لا يعدو حد الخيال، ولا يفكر أحد - ولا الإمبراطور - في هذا جديا، ويعد الإمبراطور الدقائق على الساعة الدقاقة نزقا منتظرا الوقت الذي يغادر فيه هذا الضيف الخبيث قصره وعاصمته، فالحق أن جميع من هم حول المائدة يخشونه مع عدم إكرام، وعليهم مع ذلك أن يشعروا بأنهم أصحاب السلطان تجاه هذا المنفي.
ثم يتنفس الجميع الصعداء، فقد أشعر خادم بعربة الضيف، ويشيع الإمبراطور عدوه هذا ليلا، ويعود هذا العدو إلى منفاه في منتصف الليل.
ويرد الإمبراطور الزيارة إلى بسمارك في فردريكسروه فيأخذ معه نموذجا من الجهاز الحربي الجديد ليسأل القطب السياسي الأول في عصره عن رأيه في الجراب وفي اليوم التالي يتساءل الناس عما دار بين الإمبراطور والمستشار السابق من حديث، فيقرءون في جريدة بسمارك كلمة أملاها بسمارك مجاملا مع خبث - كما هو واضح - فقد جاء فيها: «إن الإمبراطور تفضل فسأل الأمير بسمارك عن أمر مهم، تفضل فسأله عن رأيه في تخفيف أجهزة الجنود المشاة لدى الخدمة الفعلية، تفضل فعرض عليه عسكريين كاملي العدة طالبا ملاحظاته، وقد رئي تعديل القبة
9
بأيسر مما كانت عليه من قبل»، فبمثل هذا البيان البريء يجعل الشيخ ذلك الشاب محل سخرية في عيون نصف ألمانية.
وبسمارك مع ذلك ينشر ما يستطيعه ضد ولهلم وحكومته قائلا: «ليس من الإخلاص أن أمتنع عن إبداء رأيي الصريح، كما يتوقع أناس من أهل برلين على ما يظهر، ومن قول هؤلاء الناس إنني إذا التزمت جانب السكوت كان تأثيري في التاريخ أعظم ومنظري فيه أروع.» وما بقيا عليه من عدم صلح فيرى من خلال ما حدث في السنين الأربع الأخيرة من تقلبات، ويبلغ بسمارك الثمانين من عمره، ويأتيه الإمبراطور في عيد ميلاده مع دبدبة وعدة وحفدة،
10
ويسلم إلى بسمارك سيف شرف من ذهب ويلقي خطبة بهية، ولكن بسمارك لا يجيب عنها، وتفتتح قناة كييل التي تصل بين بحر الشمال والبحر البلطي والتي هي من آثار بسمارك فلا يذكر لهذا المستشار السابق اسم، ويحتفل في سنة 1896 بعيد الريخ الفضي فيرسل ولهلم إلى بسمارك برقية شكر خالدة، ويحتفل في سنة 1897 بمرور مائة عام على ولادة ولهلم الأول فتذكر أسماء صغار مساعديه ولا تقال كلمة عن بسمارك.
وترسل إليه نماذج سفن حربية ذات يوم، ويضطر أحد الكونتات في يوم آخر إلى إلغاء دعوة هربرت إلى عرس بعد أن انتهت إليه هذه الدعوة؛ وذلك لأن الإمبرطور علق حضوره العرس على ذلك الإلغاء.
Unknown page