Bila Quyud
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Genres
ورغم أن بعض أشهر النقوش الهيروغليفية هي تلك الموجودة على الجدران الحجرية للأهرامات والمعابد، فإن أغلب الكتابات الهيروغليفية المصرية كانت مكتوبة بشكل «متصل» على أوراق البردي، المصنوعة من نبات المستنقعات نفسه الذي أخذت منه مواد بناء القوارب المصرية القديمة. وقد بقيت لفائف بردي متعددة منذ العصور القديمة في مناخ مصر الصحراوي الجاف، لتوفر مصدرا غنيا بالمعلومات حول ثقافة هذه الحضارة الاستثنائية ومجتمعها (انظر شكل
7-5 ).
شكل 7-5: كانت الهيروغليفية المصرية تنحت على الحجر (فوق)، وتكتب أيضا بشكل أبسط (متصل) على أوراق البردي (تحت). (الشكل العلوي مسموح بنشره بموجب رخصة جنو للوثائق الحرة إصدار 1,2 ورخصة المشاع الإبداعي غير الموطن الإصدار 3,0 التي تقتضي نسب المصنف لصاحبه والترخيص بالمثل.)
في وادي نهر السند، كانت هارابا وموهينجو دارو، الدولتان المدينتان الناشئتان، لديهما الحاجة نفسها لتدوين الصفقات مثل السومريين، وقد ظهر الدليل على وجود لغة مكتوبة تسمى «الكتابة السندية» بعد عام 2700 قبل الميلاد. ظلت الكتابة السندية باقية في شكل أختام مصنوعة من الصلصال المحروق التي احتوت على متتاليات من الرموز، المصحوبة أحيانا بصور جميلة. وقد احتوى هذا الشكل من الكتابة على أكثر من أربعمائة علامة ورمز مختلف، مستنسخة في تسلسل واضح المعالم، إلا أنه للأسف كان القماش القطني هو خامة الكتابة التي اعتاد شعب حضارة وادي السند استخدامها، وقد ضاع تقريبا كل سجلات الكتابة السندية التي كتبت على هذه الخامة الشديدة القابلية للتلف بمرور الزمن (انظر شكل
7-6 ).
شكل 7-6: : بدأت الكتابة في وادي السند بأشكال كانت تنقش على أختام من الصلصال (أ) مع أشكال في أحيان كثيرة (ب) ومختومة على صلصال رخو أو شمع (ج). يدل استخدام رموز مكررة على أن كتابة وادي السند كانت لغة مكتوبة بحق. (الأشكال (أ) و(ب) و(ج) مصرح بنشرها بموجب رخصة جنو للوثائق الحرة إصدار 1,2؛ الشكل «د» مصرح بنشره بموجب رخصة جنو للوثائق الحرة إصدار 1,2 ورخصة المشاع الإبداعي غير الموطنة الإصدار 3,0 التي تقتضي نسب المصنف لصاحبه والترخيص بالمثل.)
استؤنست النباتات والحيوانات في الصين تقريبا في نفس وقت استئناسها في منطقة الهلال الخصيب، وبحلول عام 7000 قبل الميلاد كان واديا النهر الأصفر ونهر اليانجتسي موطنا لشعب كبير ومتزايد من المزارعين المقيمين في قرى دائمة. ويعود لهذه الفترة المبكرة أول دليل على استخدام الرموز المصورة في الصين (انظر شكل
7-7 ).
شكل 7-7: أشكال للكتابة القديمة في الصين، (أ) من جياهو، عام 6600 قبل الميلاد، (ب) وداديوان، عام 5800 قبل الميلاد، (ج) ولونجشان، عام 3000 قبل الميلاد، (د) و«نص مكتوب على إحدى عظام العرافة» من أسرة شانج، عام 1200 قبل الميلاد. ((ج) أعاد رسمه تومشين عام 1989؛ (د) نسخة مقلدة لصدفة سلحفاة عليها نصوص عرافة صينية قديمة؛ النشر بموجب رخصة المشاع الإبداعي الإصدار 3,0 التي تقتضي نسب المصنف لصاحبه والترخيص بالمثل من موقع ويكيميديا كومونز.)
تظهر أقدم أدلة على الكتابة الصينية في موقع جياهو الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث، بتاريخ عام 6600 قبل الميلاد تقريبا، وكذلك في بقايا أحواض الخزف التي عثر عليها في موقع داديوان، وتعود إلى عام 5800 قبل الميلاد تقريبا، وكان مرسوما عليها رموز شبيهة شبها ملحوظا ببعض النقوش الحجرية التي في كهف لا باسيجا الذي تبقى من إسبانيا العصر الحجري القديم، لكن أكثر ما يشبه حروف الكتابة الصينية الحديثة شبها واضحا من أقدم بقايا الحروف الصينية هي «عظام العرافة» التي استخدمت خلال حكم أسرة شانج ما بين سنة 1500 و1200 قبل الميلاد؛ فقد كان الصينيون في ذلك الوقت يحفرون نقوشا في العظام أو أصداف السلاحف ثم يسخنون هذه الأشياء في النار. وكان يتكهن بالمستقبل بتفسير الشقوق التي تظهر في عظام العرافة بعد تسخينها. ويعد الكثيرون «كتابات عظام العرافة» للصين القديمة أقدم مثال على اللغة الصينية المكتوبة التي ما زالت مستخدمة حتى الآن.
Unknown page