213

وفي شهر محرم منها وصل كتاب تعزية من أبي العرب سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، صاحب بلاد عمان إلى محمد بن المتوكل في والده، مضمونه أنه لما بلغه وفاة والده صدره، وذكر فيه أنه بلغه قيامه في مرتبة والده، وأنه استخلف خليفته، ووصى في أصحابه الذين يخرجون بالبضائع العمانية بالرعاية، فأجاب عليه محمد بن المتوكل بجواب التعزية، وذكر له أن الأمر صار إلى أحمد بن الحسن.

وكام يوم الثلاثاء عشرين شهر الحجة قد وصل كتاب المهدي أحمد بن الحسن إلى محمد بن الإمام، ووصل عقبه يوم الخميس كتاب قاسم وفي طيه كتاب من السيد يحيى بن أحمد الشرفي، والكل اختار ما اتفق من اجتماع القضاة بالرحبة ما بين شهارة وبيت القابعي، وأن الحاضر من أصحاب قاسم السيد يحيى بن إبراهيم بن جحاف وصنوه إسماعيل ومحمد قيس، ومن قبل أحمد بن الحسن القاضي يحيى جباري الذماري والقاضي علي بن جابر الهبل، ومحمد بن إبراهيم السحولي الخطيب بصنعاء، وكان ابتدء قول الحاضرين من أهل شهارة طلب الصلح في هذه الساعة، واما الخلع فمتعذر فيه المقالة[174/ب] وأنه يبقى كل من السيدين إمام في جهته التي قد أجابته، فلم يجبهم إلى ذلك قضاة أحمد بن الحسن، وحصل بين جباري وبين السيد يحيى بن إبراهيم جحاف هدار وخصام، ثم افترقوا على غير تمام شيء، فكان حالهم كما يقال:

إن القضاة تجمعوا

يريدون صلحا أحمدا

قصدوا عن ذاك المقام

Page 516