قال: ومن يهزل ومن لا يهزل يعه، فكأنه قال: إني أصبر إذ كان من موتت غنمه، أو
أهزل ولم يتموت أصيب فيها بالعاهة، فالإنسان فيهما ممتحن، وما مصاب، كيف
يكون الأمر، وإذا كان كذلك وجب الصبرويدل على هذا أيضا قوله: يبتليه مبتلي
فإن قلت: فهل يكون قوله: يعه، جواب (إذا)، وما بعده من الاسمين اللذين
ف سلام: جوزي ما، كما كان جوابا لهما في البيت ، وكما جاز قوله عز وجل
الواقعة: 91 ] جوابا ل(أما) و(إن)( 1)فإن ذلك لا يجوز ] لك من أصحاباليمين
لفساده في المعنى، ولأن الكلام لا يرجع منه إلى اسم (إن) شيء
(/)
________________________________________
وموضع (إذا) في البيت نصب بالفعل الذي هو الشرط، ولا يمتنع ذلك فيها إذا
جوزي ا، ولو لم يجا ز ا، لم يجز أن يعمل فيها الفعل الذي بعدها، لأا تضاف
إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، وكذلك قوله:
( ترف ع لي خندفوالله يرف ع لي نارا إذا ما خب ت نيرانهم تقد( 2
كأنه: إن يهزل مر زمان غدا يكن كذا، وإن تخ ب غدا تقدولو لم يجا ز
ب(إذا) في هذا الذي أنشده أبو زيد، ونزل الجواب منزلة جواب (إن) في التقدير،
وفي أنه لا يصلح فيه في التقدير القديم، كما لا يصلح في جواب (إن) التقديم في
الكلام، لكان يكون (إذا) وما بعدها في موضع خبر (إن) إن تقدر بالجوابالتقديم
على مذهب سيبويه في مثل:
إن ك إن يصر ع أخو ك تصر ع
لأنه قدره: إن ك تصر ع إن يصر ع أخو ك، فالكلام على هذا كان جيدا، لأنه لم يصر
فيه (إذا) خبرا لزيد، ونحوه من المسميات، ومن لم يجز في الجوابالتقديم وجب أن يجوز
ذلك عنده، ونحن نذكر ذلك فيما يستقبل من هذا الكتاب -إن شاء الله-
Unknown page