250

Awlad Haratna

أولاد حارتنا

Genres

فرفع قاسم إليه وجها غائما بالهم والفكر كشأنه في الأيام الأخيرة وقال: انقلبنا سجناء، والأيام تمر بلا عمل.

فقالت قمر بإشفاق: لا يطالب مخلوق بما فوق طاقة البشر.

وقال حسن: إخواننا على أشد ما يكون من الحماس.

فسأله قاسم: أحق أن آل جبل وآل رفاعة يرمونني بالكذب والجنون؟!

فغض حسن بصره متألما وقال: الجبن أفسد الرجال!

فهز قاسم رأسه في حيرة وتساءل: لماذا يكذبني آل جبل وآل رفاعة ومنهم من قابله الجبلاوي أو حادثه؟ لماذا يكذبونني وهم أولى الناس بتصديقي وتأييدي؟! - إن داء حارتنا الجبن ولذلك فهم ينافقون فتواتهم!

وارتفع من الطريق صوت سوارس كالخوار، وهو يسب ويلعن فأطلت الأسرة من الشباك فرأوا سوارس ممسكا بتلابيب شعبان وهو يصرخ فيه: ماذا جاء بك هنا يا ابن الزانية؟

وعبثا حاول الشاب التخلص من قبضته، وإذا بسوارس يقبض على عنقه بيسراه وينهال باليمني ضربا على وجهه ورأسه. وغضب قاسم غضبا شديدا فتراجع عن الشباك وهرع نحو الباب غير مبال بتوسلات قمر. وفي أقل من دقيقة كان يقف أمام سوارس ويقول له بحزم وتصميم: اتركه يا معلم سوارس.

فلم يكف الرجل عن تكييل الضربات لفريسته وصاح بقاسم: احترم نفسك وإلا أبكيت عليك عدوك!

وقبض قاسم على يده الضاربة وشد عليها بقوة هاتفا بغضب: لن أدعك تقتله، وافعل ما تشاء.

Unknown page