Ashya Taraktiha Waraki
الأشياء التي تركتها وراءك: مختارات قصصية لجون ريفنسكروفت
Genres
لن ترغب فيك.»
أخبرتها من قبل كم تزعجني جدا قولتها تلك، لكنها لا تكترث. هي لا تكترث مطلقا ولا تستمع. لذا أقرر للمرة الأولى ألا أضيع وقتي في التفكير والكلام. بدلا من ذلك سأنتظر حتى تنام، ثم أمد كلتي يدي - هذان الذراعان الغبيان ما زالا نحيفين جدا، قصيرين جدا، الكفان والأصابع لم تكبر بما يكفي بعد - ثم أمسك بحبلها السري. أقبض عليه بيمناي، على بعد شبر من النقطة التي يختفي فيها داخل بطنها البدين، ثم تلويه يدي اليسرى إلى أسفل. قطر حبلها السري أكبر من حبلي بمقدار الضعف، من أجل هذا هي كبيرة وأنا صغير. ليس بوسعي فعل شيء حيال هذا الأمر. تغني ماما الكبيرة حين تكون عكرة المزاج: «يا أطفالي، الحياة غير عادلة.» وهي على حق. تعلمت ذلك مبكرا حالما أدركت أن شقيقتي الشرهة تلتهم، ليس فقط نصيبها مما تمنحنا الماما من غذاء وفير، بل نصف نصيبي أيضا على الأقل.
أتوقف برهة وأنظر إليها، لدي قدرة فائقة على الإبصار الليلي، تطفو إلى جواري. هي مقلوبة، أو ربما أنا. الأمر نسبي كله. أهز رأسي وأقول لنفسي أنني على وشك ارتكاب خطأ غير محسوب، فشقيقتي الخنزيرة هي الأكبر حجما حتى وهي نائمة، هي الأكثر قبحا وبشاعة، وتمثل أكثر الأشياء تهديدا لي في فضائي الراهن، وأعرف أنها تكره معدتي وقناتي الهضمية التي تكونت حديثا. حين تفكرون في ذلك الأمر ستجدون كم هو مدهش أنني ما زلت أحيا إلى الآن.
كلا، يجب ألا أفعل ذلك، أعلم أني يجب ألا أفعل. لكنني الآن غاضب. الآن نالني ما يكفي من تغوطها: «ماما المنتفخة لن ترغب فيك.» وأريد قليلا من الترضية، قليلا من الثأر. لذلك سأمضي في طريقي. أحكم قبضتي على الحبل السري لشقيقتي الفظة، أضغط بأكثر ما يمكنني، ثم أعطيه شدة محكمة عنيفة.
تستيقظ ويعوى صوت تفكيرها في رأسي: «هيه، أنت يا كيس الحثالة! ماذا بحق الجحيم ...»
تطيح بيدي بعنف بعيدا عن حبلها، وتركل بكعب قدمها اليمنى جانب رأسي، لكن حتى قدمها كانت مبطنة بكثير من الشحم لهذا لم تؤلم كثيرا على كل حال.
أصرخ فيها: «أخبرتك من قبل، ليس لديك الحق في قول ما تقولين. أنت لا تعرفين، لا تعرفين المشاعر التي تحملها الماما نحوي!»
شقيقتي الفظة تمدد جسمها، تحتل معظم فراغي الخاص. بوسعها تصفيتي في لحظات، كلانا يعرف ذلك.
قالت: «اسمع أيها التحفة الصغيرة، إذا كنت لم تلحظ، فأنا أكبر من ضعفي حجمك الآن، ويزداد حجمي طيلة الوقت. والسبب الوحيد في أنك ما زلت تحيا حتى الآن هو أنني لا أريد أن يطفو جثمانك حولي هنا ويلوث سوائلي. هل تفهم ذلك؟»
أفكر في الخضوع لها، لكنني أقاوم ذلك. ما الذي يمكن أن يحدث؟! اخترت المظهر الذي يبديني متمردا، غير أني أومأت برأسي أيضا. «حسنا، والآن دعني أخبرك بشيء آخر. أشك في أنك ستنجو في عملية الولادة - أتمنى بإخلاص ألا يحدث هذا - لكن إذا لمست حبلي مجددا، إذا فقط وضعت عليه إصبعك الضئيل القذر، أضمن لك أنك لن تعرف طريقك أبدا، أرجو ألا توصل الأمر إلى ذلك.»
Unknown page