Ashya Taraktiha Waraki
الأشياء التي تركتها وراءك: مختارات قصصية لجون ريفنسكروفت
Genres
الأسبوع الماضي وجدت قلامة ظفر إصبع قدم ضالة كانت مختبئة تحت حوض الحمام. بها أثر من طلاء أظافر أحمر، لهذا عرفت أنها لك. وكذلك - أظن في اليوم ذاته - صادفت قائمة مشتريات مكرمشة في جيب معطفك، وكذا إحدى شخبطاتك: أرنب رسوم متحركة مرسوم بعشوائية على ورقة ملاحظات صفراء، كنت وضعتها داخل الكتاب كي تحددي أين وقفت. «هاري بوتر» وحجر الفلاسفة. الكتاب الأخير الذي كنت تقرئينه، لكن الأرنب أخبرني أنك لم تنتهي من قراءته. وصلت إلى صفحة 29، تماما مثل عمرك. هل يعني ذلك أي شيء؟
لا أظن يا كاثي. لكنني سوف أحتفظ بالكتاب وبالعلامة وبالشخبطة وبقلامة الظفر وبشعيرات العانة وبمفتاح سيارتك وبخاتم الزفاف وبكل القطع الصغيرة الحزينة الآسفة التي تركتها وراءك. سوف أحفظها جميعا في صندوقي.
وسوف أعمل قدر إمكاني على الاحتفاظ، لأطول وقت ممكن، بالشيء الأشد حزنا والأشد أسفا منها جميعا.
سوف أحتفظ بنفسي.
البومة1
كان الكوخ بديعا؛ كل النوافذ من ألواح خشب الصنوبر الثقيلة بارتفاع من الأرض إلى السقف، على مدار ثلاثة أوجه من أوجهه الأربعة. كان «سايمون» قد أحب شكل الكوخ بمجرد أن رأى صورته في كتيب الإجازات. غير أنه أحب الكوخ الحقيقي أكثر.
سأل «ماري» بينما تخشخش سيارتهما عند المدخل المغطى بالحصى الصغير: «ما رأيك؟»
التفتت إليه وتنهدت قائلة: «أعطني فرصة.»
قال سايمون: «آسف!»
أوقف السيارة وهبطت ماري. مشت صوب سياج مطلي يفصل واجهة الكوخ عن الحقل. سياج من الأوتاد البيضاء، يشبه ذلك الذي يعرف أنها حلمت به حين كانت فتاة صغيرة. تحقق حلمها عبر قرار سايمون الأخير. كان هذا الحلم هو أحد أسباب اختياره هذا الكوخ تحديدا وهذا الموقع تحديدا.
Unknown page