84

Aqmar Mushtari

أقمار المشتري

Genres

قالت أنجيلا: «أفهمتم الآن قصدي بشأنها؟»

قال جورج بتباه: «وماذا تعرفين عن الحب؟ الحب معاناة طويلة، الحب إحساس لطيف، يشبهني تماما من هذه الناحية. الحب ليس شعورا بالتفاخر ...»

قالت كمبرلي وهي تضع الخضراوات: «أعتقد أن هذا نوع معين من الحب، إذا كان وصفك مقتبسا.»

تحت ستار الحوار الدائر عن الترجمة ومعاني الكلمات (وهو الموضوع الذي لا يعرف جورج عنه الكثير، لكنه مع ذلك يعلن عن آراء متطرفة ومستفزة التزاما منه بأسلوبه التدريسي)، قالت روبرتا لفاليري: «قالت صديقة الرجل صاحب الرحلة البحرية إن الممتع في الأمر أن زوجته قامت بالرحلة البحرية كلها وهي تحمل حملا ثقيلا جدا أشبه بشاحنة تحميل.» «أشبه بماذا؟» «شاحنة تحميل. أنا أيضا ذهلت، فقالت: «أتعرفين؟ خضعت زوجته لعملية جراحية، وكانت مضطرة لأن ترتدي واحدا من تلك الأكياس الضخمة».» «أوه، يا إلهي!» «كانت ذراعاها بدينتين، وشعرها مخضبا باللون الأشقر. هكذا كان شكلها في الصور. وكانت صديقة الزوج شبيهة بها ولو أنها أكثر أناقة وأنحف قواما. أما الزوجة فبدت على محياها نظرة شهوانية سعيدة؛ نظرة من عاش أوقاتا رائعة.» «وحمل حملا ثقيلا.»

أترون كيف يضرب الحب بجذوره ويزدهر بالرغم من كل المتناقضات، وبين أكثر الأشخاص الذين لا تبدو عليهم أمارات الحب؟ أنا عن نفسي لا أحمل أحمالا ثقيلة، بل بعض التجاعيد والترهلات وقليلا من الشحوب وشيئا من الذبول. هكذا حدثت روبرتا نفسها. وتابعت حديث الذات قائلة إن ما أصابها ليس لها يد فيه، وهو ما حدثت نفسها به مرارا وتكرارا. وعادة ما كان حديث الذات هذا يتجلى على شكل انتحاب أو شكاية أو تذمر. والآن صار يدور بخلدها من تلقاء نفسه حتى إن نبرته أمست ضجرة ومتعبة. ويبدو أن هذه قد تكون الحقيقة. •••

عندما شرعوا في تناول الحلوى، كانت دفة الحوار تحولت إلى المعمار. وكان الضوء الوحيد الموجود في الشرفة ينبعث من الشموع المتراصة على الطاولة. وكانت روث قد طرحت الشموع الكبيرة بعيدا، ووضعت أمام كل كرسي شمعة واحدة صغيرة في حامل شموع أسود بمقبض، كشمعة ترانيم الأطفال. وأنشدت فاليري وروبرتا معا: «ها هي الشمعة أتت لتضيء طريقك إلى الفراش. ها هو السفاح جاء ليقطع رأسك!»

لم تبادر أي منهما بتعليم أطفالهما هذه الترانيم، وأطفالهما لم يسمعا بها قط من قبل.

قالت كمبرلي: «سمعت بها من قبل.»

قال جورج: «القوس المدبب - على سبيل المثال - كان موضة عابرة؛ فقد كان موضة معمارية قريبة الشبه بالموضة حاليا.»

قال ديفيد مسايرا الحديث: «ليس هذا وحسب. كان أكثر من مجرد موضة. فالذين بنوا الكاتدرائيات لم يكونوا مثلنا تماما.»

Unknown page