120

Aqmar Mushtari

أقمار المشتري

Genres

قالت جريس: «إنها تباع لصالح الكنيسة.»

قال ولفريد: «كانت بلانش بلاك أبرع سيدة تصنع المشغولات بالكروشيه، وأكفأ خياطة عرفتها في حياتي، وأفضل من أمسك بالإبرة لصنع المشغولات من أي نوع، وأكثر الطاهيات كفاءة.»

قالت ملدريد: «يا له من اسم!» «كانت تعيش في ولاية ميشيجان. كان ذلك عندما مللت العمل على متن القوارب، وحصلت على وظيفة هناك في مزرعة. وكانت تستطيع أن تصنع الألحفة أو أي شيء من هذا القبيل، وتخبز الخبز والكعك الشهي وأي شيء، لكنها في الواقع لم تكن جميلة الشكل ولا متسقة القوام.»

بعد ذلك ألقيت على مسامع الزائرين قصة سبق أن سمعتها ملدريد من قبل، كان يقصها ولفريد كلما أثير حديث عن الفتيات الجميلات والفتيات غير الجميلات، أو الخبز أو حفلات جمع التبرعات، أو الغرور. قص ولفريد أنه هو وصديق له ذهبا لحضور واحد من حفلات جمع التبرعات التي تباع فيها علب الطعام، حيث يزايد المرء على علبة أثناء وقت مستقطع من الرقص، وكانت العلب تحتوي على طعام الغداء، وكان من يرسو عليه المزاد يتناول الطعام بصحبة الفتاة التي أعدت الطعام الموجود في العلبة. أحضرت بلانش بلاك غداء في علبة، وكذا فعلت فتاة جميلة تدعى الآنسة بيوكانن، فتسلل ولفريد وصديقه إلى الغرفة الخلفية، وقاما بتبديل غلافي العلبتين، ولما حان وقت المزايدة، زايد رجل يدعى جاك فليك - كان شديد الغرور بنفسه ومفتونا بالآنسة بيوكانن - على العلبة التي ظن أنها لبيوكانن، بينما زايد ولفريد وصديقه على العلبة التي حسبها الجميع لبلانش بلاك، وأعطيت العلبتان للمزايدين، ومما صدم جاك فليك اضطراره مجالسة بلانش بلاك، أما ولفريد وصديقه فكانت الآنسة بيوكانن من نصيبهما، وبعدها تطلع ولفريد في العلبة فلم يجد فيها سوى شطائر مدهونة بمعجون وردي اللون. «وحينها ذهبت إلى جاك فليك واقترحت عليه أن يبادلني الغداء والفتاة. لم أقدم على هذه الخطوة طمعا في الطعام وحسب، بل لأنني رأيت كيف كان سيعامل هذه الفتاة المسكينة، فوافق هو على الفور، وجلسنا معها. أكلنا دجاجا محمرا، ولحما مدخنا وبسكويتا، وشطيرة بالبلح. لم آكل في حياتي كما أكلت يومها. كما كانت تخفي في أسفل العلبة قارورة ويسكي صغيرة؛ وعليه جلست وتناولت الطعام واحتسيت الويسكي ناظرا إلى جاك وهو يتناول الشطائر المدهونة.»

لا بد أن ولفريد شرع في سرد قصته تقديرا للسيدات اللائي جعلتهن مهارتهن في الحياكة بالكروشيه أو الخبز أو خلاف ذلك يتفوقن على غيرهن ممن يتمتعن بالجمال، لكن ملدريد لم تعتقد حتى أن جريس وفيرا يطيب لهما تصنيفهما ضمن فئة أمثال بلانش بلاك التي لم تكن جميلة، كما أن ذكره قارورة الويسكي كان خطأ منه. كما كان خطأ أثر عليها هي سلبا؛ إذ أخذت تفكر كم هي بحاجة إلى احتساء شراب في هذه اللحظة، وسرحت بخيالها في كل أشكال الخمور التي يمكن أن يتخيلها إنسان؛ أولد فاشوند، وبراون كاو، وبينك ليدي.

قال ولفريد: «من الأفضل أن أذهب وأتفقد مكيف الهواء لعلي أستطيع إصلاحه، سنموت من الحر الليلة إن لم أصلحه.»

ظلت ملدريد جالسة، وفي البناية المجاورة كان هناك ضوء أزرق ينبعث من جهاز يصدر صوتا عاليا يشبه الصرير، ويصيد الحشرات.

قالت: «أعتقد أن هذه الأجهزة تحدث فارقا في مكافحة الحشرات.»

قال ألبرت: «إنها تشويهم.» «لكن ضجيجها يزعجني.»

حسبته لن يرد عليها، لكنه قال أخيرا: «إذا لم تحدث ضجيجا، فلن تستطيع قتل الحشرات.»

Unknown page